أدانت أمس، محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء وهران، الإرهابي المكنّى "امرؤ القيس" الذي كان ينشط في جماعة إرهابية مسلّحة ما بين جبال تلمسان وغليزان، بعقوبة 3 سنوات حبسا نافذا، بعدما صرّح بأنّه غرّر به وتمّ استغلال ظروفه القاسية لتجنيده، مشيرا إلى الحياة الصعبة التي قضاها مدّة أكثر من 8 أشهر بالجبال ومعاناة مجموعته من الجوع ما دفعها إلى سرقة الدجاج من المزارع. سلّم الإرهابي المدعو "ع.ع" المكنّى ب "إمرؤ القيس" نفسه لمصالح الدرك الوطني بتلمسان بتاريخ 11 سبتمبر من سنة 2008، بعدما ضاق ذرعا بحياة الغبن في الجبال، ما بين الجوع ومطاردة مصالح الجيش، مؤكّدا أنّه حاول الفرار من التنظيم المسلّح الذي كان ينتمي إليه عدّة مرّات إلاّ أنّه لم يتمكّن من ذلك، وصرّح أيضا حسب ما ورد في قرار الإحالة الذي تطرّقت إليه أمس، محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء وهران، - وهي القضيّة الثانية من نوعها المعالجة خلال هذه الدورة-، أنّه التحق بالجماعات الإرهابية المسلّحة في 18 فيفري من سنة 2007، بمنطقة تلمسان، بعد أن جنّده صديقه المدعو "ه.س" والذي تمّ القضاء عليه فيما بعد في عملية عسكرية بنفس المنطقة، حيث أورد المتّهم أنّه تمّ استغلال ظروفه الاجتماعية المزرية والفقر الذي خيّم على عائلته بعد مقتل والده على أيدي مصالح الأمن سنة 1993، إضافة إلى استغلال مستواه التعليمي المحدود والتزامه بالدين، في إقناعه بالانتقام عن طريق الالتحاق بالجماعات المسلّحة بجبال "لالاستي" بتلمسان، حيث تمّ تسليمه بندقية مقطوعة المقصورة أو "محشوشة" وقنبلة يدوية و40 خرطوشة كذخيرة، للنشاط ضمن مجموعة تتكوّن من 16 فردا تحت إمرة المدعو "ل.م" المكنّى بأبو عبد اللّطيف أو "المنذر"، وأشار في اعترافاته لمصالح الدرك إلى نمط الحياة بالجبل حيث كانوا يعانون من الجوع والحصار، ما دفعهم إلى سرقة الدجاج من إحدى مزارع تلمسان، مفنّدا أن يكون خلال فترة نشاطه بالمجموعة، قد نفّذ أيّ عملية إرهابية، وأنّ العملية الوحيدة التي قام بها هي تسلّم أسلحة من جبال غابة "راس الما" بسيدي بلعباس، مضيفا أنّ المجموعة التي كان ينشطها فيها تحت لواء الجماعة السلفية للدعوة والقتال كانت كثيرة التنقّل مشيا على الأقدام، حيث قطعت مسافة 10 كلم هروبا من الحصار الذي فرضته مصالح الجيش بتلمسان، مع الإشارة إلى أنّ النيابة العامّة سلّطت عليه عقوبة 20 سنة سجنا.