نظرت صباح أمس محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء وهران، في قضية استغرقت قرابة الساعة من الزمن، المتابع فيها قضائيا المدعو بالعربي عبد الحق المكنى ''امرىء القيس'' بتهمة الانخراط في جماعة إرهابية مسلحة تنشط بأعالي جبال تلمسان وبالضبط بإقليم الرمشي بجبل هنين، وهي المنطقة التي شهدت مؤخرا عمليات تمشيط واسعة قامت بها وحدات الجيش. المتهم البالغ من العمر 26 سنة، قام بتسليم نفسه شهر سبتمبر من سنة 2008 لمصالح درك تلمسان، كونه كان محل بحث من طرف الجهات الأمنية منذ سنة 2007، وذلك قصد الاستفادة من تدابير المصالحة الوطنية التي كانت وقتها قد تعدت آجالها القانونية. المتهم أدلى بتصريحات مهمة خلال المراحل الأولى للتحقيق الأمني والقضائي، حيث اعترف بانضمامه لجماعة إرهابية مسلحة التابعة لمجموعة حماة السلفية للدعوة والقتال، الناشطة بجبل هنين بالرمشي تحت إمرة المكنى أبو عبد اللطيف التي كانت تضم مجموعته 12 إرهابيا ينحدرون من ولايات وهران، معسكر، تلمسان وبلعباس. ويتابع المتهم خلال أطوار المحاكمة المكنى بامرؤ القيس، أن فكرة التحاقه بالجماعة المسلحة، جاءت نتيجة لعدم حصوله على وثيقة أمنية تجيز له حق التعويض، على خلفية أن والده اغتيل على يد عناصر الأمن سنة 1993، في إطار مكافحة الإرهاب، وذلك بعد أن تلقى عرضا من المدعو ''ق.س'' الذي قضت عليه فيما بعد عناصر الجيش الوطني. وأكد المتهم أنه تلقى تدريبات بجبال إقليمتلمسان منذ تاريخ التحاقه بالجماعة الإرهابية سنة 2007، قبل أن يتحصل على سلاح من نوع بندقية صيد وقنبلة يدوية، إضافة إلى خراطيش وهي الفترة التي عرفت بتاريخ 11 ماي من نفس السنة وقوع اشتباكات مع قوات الجيش بقاءه بجبل هنين لم يتعد ثلاثة أيام، قبل أن يتم نقله حسب تصريحاته إلى جبل رأس الماء ببلعباس. أما عن يوميات الجماعة المسلحة التي كان ينتمي إليها المكنى امرؤ القيس، والتي قضى في كنفها السنة والنصف، فقد قال عنها أنها حياة بهائم. النيابة العامة لذات المحكمة التمست في حقه 20 سنة سجنا نافذا، لتدينه الهيئة القضائية بثلاث سنوات سجنا نافذا.