أدلى إرهابي، منخرط في جماعة مسلّحة تنشط على مستوى الغرب بتصريحات هامّة حول الأوضاع المزرية التي يعيشها الإرهابيون بالجبال من جوع وعطش وكثرة التنقّل للفرار من قبضة مصالح الأمن المشتركة التي ضيّقت الخناق عليهم بالعمليات التمشيطية. * أنكر المتّهم المدعو "ل.ع" المكنّى ب "إمرؤ القيس" أن يكون قد نفّذ أيّ اعتداء إرهابي مسلّح أو عمليّة لصالح "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" التي كان ينشط تحت إمرتها مدّة تقارب 8 أشهر، حيث صرّح حسب قرار الإحالة الذي طرح أمس أمام محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء وهران، أنّه التحق بالجماعات الإرهابية المسلّحة في 18 فيفري من سنة 2007، بمنطقة تلمسان، بعد أن جنّده صديقه المدعو "ق.س" والذي تمّ القضاء عليه فيما بعد في عملية عسكرية، حيث أورد المتّهم أنّه تمّ استغلال ظروفه الاجتماعية المزرية وحياة الفقر والغبن التي تتخبّط فيها عائلته ومستواه التعليمي المحدود وتديّنه، إضافة إلى مقتل والده على أيدي مصالح الأمن في سنة 1993، لإقناعه بالانتقام عن طريق الالتحاق بالجماعات المسلّحة بجبال "لالاستي" بتلمسان، حيث تمّ تسليمه بندقية مقطوعة المقصورة أو "محشوشة" وقنبلة يدوية و40 خرطوشة كذخيرة، للنشاط ضمن مجموعة تتكوّن من 16 فردا تحت إمرة المدعو "ل.م" المكنّى ب"أبو عبد اللّطيف" أو المنذر، إلاّ أنّ المتّهم الذي سلّم نفسه بأسلحته إلى فرقة مصالح الدرك الوطني بتلمسان بتاريخ 11 سبتمبر الماضي، أكّد أنّه كان مكلّفا بالحراسة ولم يستغّل سلاحه في تنفيذ أيّ عملية إرهابية، مؤكّدا أنّ الجماعة التي كان ينتمي إليها كانت كثيرة التنقّل مشيا على الأقدام عبر مختلف جبال المنطقة من تلمسان إلى غليزان، وأنّ كلّ ما يعلمه حول العمليات التي نفّذتها هذه الجماعة هو تكليفه بمهمّة استلام أسلحة من قبل جماعة إرهابية تنشط على مستوى غابة راس الماء بولاية سيدي بلعباس، وصرّح المتّهم أيضا أنّه غرّر به ولم يكن يعلم بالظروف القاسية التي يعيشونها في الجبال، على رأسها الجوع بفعل الحصار الذي فرضته المصالح الأمنية المشتركة وتقييد الخناق عليهم، إلى درجة أنّهم اضطّروا إلى سرقة 25 دجاجة من مخزن لتربية الدواجن بتلمسان، مضيفا أنّه لم يكن يعلم مصدر الأموال التي بحوزة الجماعة الإرهابية وأنّه لم يتسلّم غير مبلغ 1000 دج، لاستغلاله في حالة التيه بالغابة، حيث طلب منه حلق لحيته والنزول إلى المدينة، إضافة إلى ذلك فقد صرّح بأنّه حاول الفرار عدّة مرّات إلاّ أنّه لم يتمكّن من ذلك ليفلت أخيرا بتسليم نفسه لمصالح الدرك، وقد التمست النيابة العامّة إدانته بعقوبة 20 سنة سجنا نافذا بتهمة الانخراط في جماعة إرهابية مسلّحة.