تأسف الدكتور العربي الزبيري أمس خلال الندوة التاريخية التي نظمتها جمعية مشعل الشهيد بالتنسيق مع جريدة المجاهد حول " مساهمة طلبة معهد ابن باديس للحفاظ على الهوية الوطنية و المشاركة في الثورة التحريرية 1954" في إطار الاحتفال باليوم الوطني للطالب 19 ماي 1956عن غياب كتابة علمية للتاريخ الجزائري موضحا "مشكل التاريخ في الجزائر إلى يومنا هذا ، وأننا مازلنا لم تكتب تاريخنا بمختلف مراحله ، الذي كتب منه، لم نتمكن إلى اليوم من إعادة كتابته". مؤكدا أن التاريخ علم قائم بذاته يخضع لمجموعة من المعايير والمقاييس الدولية، ورفض الدكتور محمد العربي الزبيري تصنيف التاريخ في خانة التاريخ الرسمي تاريخ غير رسمي . وثمن في سياقها مبادرة جمعية " مشعل الشهيد " ورئيسها محمد عباد على جهوده في إحياء الذاكرة التاريخية ولم شمل الفاعلين التاريخيين، واعتبر أن الموضوع المطروح للنقاش حول دور مساهمة طلبة معهد ابن باديس للحفاظ على الهوية الوطنية و المشاركة في الثورة التحريرية . ، موضوعا خطيرا بحاجة إلى العديد من الندوات بتأطير مختلف جوانب هذه الدور. وأشار أن معهد " عبد الحميد ابن باديس" جمعية للعلماء المسلمين بقسنطينة والذي تأسس عام 1947، والذي تخرج منه إلى غاية 1956 تاريخ إغلاقه القسري 960 طالب شكلت قاعدة لتخريج كوادر و إطارات الثورة وقادتها هو تتويجا لنشاط تربوي واعي وثري ذو أبعاد عديدة لجمعية العلماء المسلمين، حيث انشا هذا المعهد حسب المتحدث بفضل أموال الشعب الجزائري ، حيث تم إنشاء المدارس الابتدائية لتعليم أبناء الجزائريين المحرومين. وكان الهدف من إنشاء المعهد هو إحياء عناصر الهوية الوطنية وثوابتها و مكونتها ، مشيرا آلة تفشي ظاهرة الأمية في المجتمع الجزائري التي وصلت إلى 95 بالمائة بسبب سياسة التجهيل التي انتهاجتها الإدارة الفرنسية ، لتفريغ عناصر الهوية من لغة ودين وتاريخ جزائري من أبنائه. وأوضح انه بعد تزايد تخرج دفعات تلاميذ من مدارس الجمعية، أصبح من الضروري فتح معهد أو ثانوية حتى يتمكن خرجوا الدفعات السابقة من مواصلة مسارهم التعليمي و الاستعداد للمرحلة القادمة. وكشف الدكتور العربي الزبيري انه كانت بنية جمعية العلماء المسلمين افتتاح معهدين أخريين بكل من تلمسان و العاصمة ، لكن للأسف انقطاع المسار بعدها حال دون ذلك ولأسباب ع عديدة. وبخصوص دور معهد ابن باديس في قسنطينة و أهدافه المستقبلية أشار المتحدث أن الهدف يكمن في إعداد جيل من الطلبة يمتلك مادة للقيام بدور فاعل في نشر الوعي و التصدي للغزو الثقافي الفرنسي ومشروعه في القضاء على الهوية و الشخصية الوطنية الجزائرية. كما أن المعهد ركز على دور إبراز الماضي و التاريخ الجزائري لبناء الشخصية الوطنية في حين وللأسف تدعوا الآن إلى نسيان الماضي. واستشهد الدكتور الزبيري بمقولات البشبر الإبراهيمي رحمه الله في افتتاح معهد "عبد الحميد بن باديس " عام 49، والتي أكد فيها أن المعهد أمان بيننا و بين الأمة الجزائرية ، وعهد العروبة و الإسلام في عنقنا و عنق الأمة وواجب العلم علينا و على الأمة وحق الأجيال الصاعدة من أبنائنا، لان من حق الأجيال أن تعرف من تكونن وتأسف العربي الزبير انه لحد اليوم مازال الجزائري لا يعرف هويته الحقيقة، وأشار أن القائمون على المعهد أدركوا منذ البداية بصعوبة هذه التجربة في التعليم لكنهم دخلوها بإمكانياتهم الخاصة وبتمويل من المواطنين تحديا للإدارة الاستعمارية التي حاربتهم بأشكال عدة حتى تفشل تجربة التعليم العربي الحر في الجزائر. وأضاف الدكتور الزبيري انه حتى تاريخ المعهد و الثورة الجزائرية مكتوب بأقلام غيرنا ويكتنفه الأخطاء و المغالطات لان حسبه التاريخ ليس سردا للأحداث المتعلقة بالمعارك و الجانب السياسي العسكري، بل للتاريخ جوانبه الاقتصادية و الثقافية و التاريخية و الاجتماعية، وقد تم إهمال جوانب المقاومة الثقافية و الدينية في الجزائر، لأنه لولا هذه المكونات لما توصلنا إلى ثورة 54. ولهذا يضيف الزبيري فان الاستعمار بشكله الجديد يوضف حاليا ولاختراق المجتمعات العربية الإسلامية الجانب الديني و اللغوي . مؤكدا أن خرجوا معهد ابن باديس التحقوا مبكرا بالثورة كما التحقوا يوم 19 ماي 56 بالجبال، لأنهم كانوا يمتلكون الوعي و الاستعداد الكافي للانضمام إلى الثورة. ، مضيفا أن جمعية العلماء المسلمين لم تكن جمعية فكرية وثقافية فقط بل هي تشكيلة سياسية بأتم معنى الكلمة. وخلال الشهادات التي قدمها بعض طالبة معهد " ابن باديس" ومنهم الأستاذ عبد القادر نور والشيخ الصالح رحاب وغلام الله، كشفت عن مجموعة من الحقائق حول حقيقة التعليم و أبعاده الوطنية.