أحيت الجزائر، أول أمس، الذكرى ال48 لعيد النصر حيث أشرف وزير المجاهدين السيد محمد الشريف عباس، بقسنطينة، على انطلاق الاحتفالات المخلدة لهذه الذكرى العزيزة على الشعب الجزائري كافة، حيث تم بالمناسبة، تنظيم لقاء بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية سمح لمجاهدين وأعضاء من العائلة الثورية وجمهور غفير بتذكر وفتح نقاش حول أحداث ثورة التحرير الوطني والظروف التي سادت مفاوضات إيفيان إلى غاية التوقيع على الاتفاقيات التي كرست استقلال الجزائر بعد أكثر من 130 سنة من النضال المتواصل والتضحيات الأسطورية للشعب الجزائري. كما أقيم معرض تضمن صورا فوتوغرافية وكتبا حول الثورة. كما شاهد الحضور فيلما وثائقيا بعنوان "الملفات الكبرى لاتفاقيات إفيان" للمخرج جلول حية قبل الاستماع لأربع محاضرات كانت متبوعة بنقاش. وتميز هذا اللقاء كذلك بالتوقيع على اتفاقية تعاون بين مديرية المجاهدين لولاية قسنطينة وجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية تتعلق بخلق فضاء للقاء بين المجاهدين والأساتذة الباحثين بقسم التاريخ بهدف جمع شهادات لمن عايشوا ثورة التحرير الوطني وكذا من أجل تبادل الأفكار والآراء والتجارب حول كتابة تاريخ الثورة. وفي لقاء نظمه الديوان الوطني للثقافة والإعلام بمناسبة19 مارس عيد النصر، قال الدكتور الزبيري "إن الإعلام سلاح خطير لذلك وثيقة الصومام التاريخية ركزت على دور الإعلامي الجزائري والرسالة التي يحملها لإيصال صوت الجزائر في كل مكان من بقاع الأرض". وأوضح أن الإعلامي فهم جيدا رسالة نوفمبر الخالدة لذلك نجح في تمريرها مضيفا أن "قلة قليلة أنشأت وكالة الأنباء الجزائرية وإذاعة صوت الجزائر في كل من تونس والقاهرة وسوريا". وقد استطاعت - يقول المحاضر- "مجموعة من الإعلاميين نقل صورة الجزائر الثائرة وصورة الكفاح المسلح وصورة الجرائم الاستعمارية ضد شعب أعزل وصورة الإبادة التي يقوم بها الجيش الاستعماري اتجاه الشعب الجزائري" مضيفا أن الإعلاميين كانوا يؤمنون برسالتهم النضالية، وفي معرض حديثه عن عيد النصر، أبرز الدكتور الزبيري أن الثورة الجزائرية من أعظم الثورات في العالم لأنها "انطلقت من العدم" وأشعل شرارتها رجال "أدركوا الواقع الذي يعيشونه وقاموا بتخطيط واع لنجاح الكفاح المسلح وبالتالي إرجاع السيادة الوطنية وتحقيق الاستقلال. وأشار إلى أنه "لا يمكن أن نبني المستقبل دون فهم وكتابة التاريخ"، مضيفا أن "تاريخ الجزائر في حاجة إلى تطهير". وقال إن المذكرات والمآثر والشهادات "هي مادة لكتابة التاريخ وليست التاريخ في حد ذاته" معتبرا "أننا مع الأسف لحد الآن لم نكتب التاريخ". كما قدم المحاضر قراءة في بيان أول نوفمبر وما يحمله من دلالات حضارية وأبعاد سياسية قيمة. وقال في هذا الصدد "إنها وثيقة صغيرة في حجمها وبسيطة في أسلوبها لكن قوية في خطابها ومضمونها السياسي والتاريخي"، مضيفا أنها كانت تحمل الخطوط العريضة للبرنامج السياسي للدولة الجزائرية". وأشار إلى أن بيان أول نوفمبر هو "حوصلة ذكية لأدبيات أطراف الحركة الوطنية". للدكتور محمد العربي الزبيري عدة مؤلفات منها "الثورة الجزائرية في عامها الأول" و"تاريخ الجزائر المعاصر". وسيصدر للمؤلف قريبا كتاب تحت عنوان "النوفمبريون الجدد". وإحياء للعيد الوطني للنصر المصادف ل19 مارس تم إبراز دور المجاهد الراحل العقيد كريم بلقاسم في مفاوضات اتفاقيات إيفيان والتوقيع عليها سنة 1962 من خلال ندوة نظمت يوم الأربعاء المنصرم بالعاصمة من طرف جمعية مشعل الشهيد ويومية المجاهد، أكد خلالها الباحث في التاريخ السيد محمد عباس أن "العقيد كريم بلقاسم بطل وطني غني عن التعريف بفضل دوره في الحركة الوطنية" وأشار إلى أن "هذا المجاهد العظيم الفريد في نوعه منذ أن كان طالبا للعلم وهو شاب متفوق في دراسته كان حاد الحس الوطني حيث التحق بسرعة بصفوف المناضلين من أجل القضية الوطنية". ومن جانبه، ذكر المدير العام للأرشيف الوطني السيد عبد المجيد شيخي أن "اتفاقيات أيفيان جاءت تتويجا للكفاح من أجل استقلال الجزائر. وأوضح أنه "تم بلوغ الأهداف المسطرة في هذا السياق خلال هذه المفاوضات التي كان يقودها المجاهد الراحل كريم بلقاسم". وأكد السيد شيخي أن "كريم بلقاسم المشهور بحنكته في التفاوض عرف كيف يتحكم في المباحثات لاسيما فيما يخص الوحدة الترابية الوطنية ووحدة الشعب. كما نوه العديد من المتدخلين بمساهمة كريم بلقاسم على جميع الأصعدة في حرب التحرير الوطنية والتضحيات المبذولة من أجل جزائر حرة وسيدة ومستقلة. ودعا المحاضر إلى واجب الذكرى بالنسبة لجميع الأبطال الذين ضحوا من أجل القضية الوطنية.