أعلن وزير النقل عمار تو عن تسجيل ارتفاع في حوادث السير خلال 2008، بلغ 3.2 بالمائة مقارنة بسابقتها، الأمر الذي أرجعه إلى ما أسماه " الارتفاع المعتبر" لحظيرة السيارات التي بلغ عدد مركباتها 6.5 مليون سيارة، مشددا على ضرورة تكثيف الجهود في الفترة المقبلة المتزامنة مع دخول موسم الاصطياف وشهر رمضان المبارك، بالنظر إلى زيادة الحوادث خلال هذه الفترة. كشف المسؤول الأول عن قطاع النقل عمار تو في تدخله خلال اجتماعات أشغال الملتقى العلمي حول التجارب العربية والدولية في تنظيم الحركة المرورية المنتظمة، عن أن حوادث الطرقات في البلدان العربية تتسبب في وفاة 26 ألف شخص و250 ألف آخر سنويا، مضيفا أنها تكلف ما قيمته 60 مليار دولار، وعلى ضوء ذلك دعا الوزير إلى ضرورة تنسيق الجهود بين البلدان العربية من أجل خفض هذا الرقم "المخيف"، خاصة وأن أغلبية الضحايا هم من الأطفال والشباب، إلى جانب النفقات التي تدفعها شركات التأمين والعلاجات الطبية والتوقف عن العمل والتبعات الاجتماعية الأخرى الناجمة عن هذه الظاهرة. وفي حديثه عن واقع الأمن عبر الطرقات في الجزائر، أشار تو إلى تسجيل تحسن طفيف فيما يتعلق بعدد الوفيات خلال الثلاثي الأول من السنة الجارية، وذلك من خلال بلوغ نسبة 66.2 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية والتي سجل خلالها 40481 حادث انجر عنه وفاة 4422 شخص وجرح 64708 آخر، في حين عرفت هذه الحوادث ارتفاعا ما بين سنتي 2007 و2008، حيث بلغت نسبتها 3.2 بالمائة، متسببة في رفع نسبة الوفيات إلى 84.5 بالمائة والجرحى إلى 87.5 بالمائة. وحول كلفة حوادث المرور، أشار وزير النقل إلى أنها قدرت ب100 مليار دج من حساب الخرينة العمومية خلال سنة 2007، أي ما يعادل 3.1 مليار دولار، مرجعا ارتفاع عدد الحوادث في الجزائر وعدد ضحايا الطرقات، إلى الارتفاع المعتبر لحظيرة السيارات التي قال إنها قد قفزت من 9.2 إلى 6.5 مليون سيارة بين سنتي 2000 و2008. وفي سياق متصل كشفت إحصائيات المركز الوطني للوقاية والأمن عبر الطرقات الخاصة بالسداسي الأول من السنة الجارية، عن تسجيل ارتفاع طفيف في عدد هذه الحوادث نسبته 94.2 بالمائة وذلك ببلوغها 9005 حادث، في حين عرف عدد الوفيات انخفاضا في عدد الضحايا بنسبة 66.2 بالمائة، مقارنة بالسنة الماضية، حيث أرجع السبب في ذلك إلى عدة عوامل، يأتي الجانب البشري في مقدمتها بنسبة 15.90 بالمائة، يليه خلل في السيارات بنسبة 66.3 بالمائة، إلى جانب عامل المحيط ب 23.4 بالمائة، كما أشارت إحصائيات المركز إلى تسجيل 4251 حادث على مستوى المدن مقابل 4754 حادث بالقرى، ليبقى أكبر عدد من الوفيات مسجلا على مستوى المناطق الريفية التي تحصي 762 حالة وفاة من بين 951 شخص، مقابل 189 قتيل في المناطق الحضرية.