أكد وزير النقل عمار تو، أمس، أن قانون المرور الجديد قد ساهم منذ الانطلاق في تطبيقه فيفري المنصرم بخفض عدد الحوادث والضحايا بنسبة بلغت 30 بالمائة، مرجعا ذلك إلى السياسة التي انتهجها الوزارة في تعديلها لأحكامه من خلال التركيز على الردع والتحسيس للحد من تفاقم الظاهرة. كشف وزير النقل عمار تو لدى إشرافه أمس على أشغال اليوم الدراسي الذي نظمه المركز الوطني للوقاية والأمن عبر الطرق حول موضوع »تشخيص العوامل والدوافع المؤثرة في سلوك مستعملي الطرقات«، عن أن قطاعه اعتمد في تعديله لقانون المرور القديم على جانبين أساسيين يتمثلان في الردع والتحسيس بالدرجة الأولى، حيث أوضح أن العديد من المواد التي ينص عليها القانون الجديد الذي تمت مباشرته شهر فيفري الماضي، تقضي برفع قيمة الغرامات لدى ارتكاب المخالفات، إلى جانب زيادة عدد المواد التي تقضي بإحالة المخالف على العدالة، والتي قدرها بحوالي 19 مادة، معلنا عن أن جهود الوزارة للحد من هذه الظاهرة لم تقتصر على سن القوانين فحسب بل تعدتها إلى تنظيم حملات تحسيسية للتعريف بخطورة تجاوز قانون المرور وعدم الالتزام بقواعده، حيث أشاد في هذا الصدد بالدور الذي لعبته الصحافة الوطنية في هذا المجال، إلى جانب ما بذلته اللجنة الوزارية على مستوى المدارس، المساجد والجامعات، ليتحدث عما أسماه » الربط بين حياة الأشخاص والجامعة«، من خلال مختلف الدراسات التي أجريت حول »إرهاب الطرقات«. وفي تقييمه للتعديل الجديد، أوضح وزير النقل أن الجزائر قد سجلت منذ الشروع في تطبيق قانون المرور الجديد انخفاضا محسوسا في عدد الحوادث، القتلى وكذا الجرحى بنسبة قدرت ب30 بالمائة حسب الإحصائيات الأولية لمصالح الدرك والأمن الوطني، مشددا على ضرورة تكثيف الجهود لتحسيس المواطنين خاصة وأن العامل البشري يمثل السبب الأول في وقوع حوادث المرور بنسبة 90 بالمائة، مذكرا أن الجزائر تحصي سنويا 4500 قتيل سنويا، أي بمعدل 82 قتيلا لكل 100 ألف سيارة سنويا، مقابل 12 قتيل لكل 100 ألف سيارة بفرنسا وهو الرقم الذي قال الوزير إنه يجعل الجزائر بعيدة عن الدول المتقدمة فيما يتعلق بالتحكم في حوادث السير، خاصة وأن الحظيرة الوطنية تضم أزيد من 5 ملايين و8 مائة ألف سيارة. من جهته، دعا مدير مخبر الوقاية والأرغونوميا حمو بوظريفة إلى ضرورة إعداد إستراتيجية وطنية كاملة تسمح بإشراك مختلف القطاعات والهيئات الرسمية وغير الرسمية، للمساهمة في عملية التعبئة والتوعية للأفراد حول مفهوم الطريق ودرجة خطورته، بغرض تنمية الحس المدني حول الثقافة المرورية، مشددا على ضرورة الرفع من مستوى الوعي السياسي للحد من حوادث السير، ليعلن مدير المركز الوطني للوقاية والأمن عبر الطرقات محمد بوطالبي عن أن شهر فيفري الفارط قد عرف تراجعا في عدد الحوادث، حيث تم إحصاء 1990 حادث سير مقابل 2811 حادث في نفس الفترة من السنة المنصرمة، وهو الأمر ذاته فيما يتعلق بعدد الضحايا الذي تراجع بدوره ليتم إحصاء 193 قتيل و2992 جريح خلال نفس الفترة.