تعقد وزارة التربية الوطنية نهار اليوم ندوة وطنية، قصد العودة من جديد إلى مسألة تخفيف البرامج في مرحلتي التعليم الابتدائي والثانوي، يشارك فيها مدراء التربية، ومسؤولون مركزيون في الوزارة، وخبراء ومختصون من اللجنة الوطنية للمناهج، وقيادات نقابية، وتأتي هذه العملية في سياق مراجعة بعض منجزات الإصلاح، التي يرى وزير التربية أنها بحاجة إلى مراجعات أخرى، وتلك هي رغبته المعبر عنها في مناسبات سابقة. بلغت القناعة بوزارة التربية الوطنية، ومسؤولها الأول أبو بكر بن بوزيد أن البرامج الدراسية المقررة لمرحلتي التعليم الابتدائي والثانوي هي بحاجة ماسة إلى تخفيف، وإلى إعادة النظر في أجزاء هامة منها، فرغم أنها كانت منذ حوالي سنة محل نقاش ومراجعة وإصلاح وتخفيف من حيث المضامين المعرفية المتضمنة، ومن حيث الأحجام الساعية المقررة، إلا أنها وجدت نفسها مجبرة وملزمة من جديد على مراجعة ما تمت مراجعته في السنة الماضية، وهذه هي الأسباب التي جعلت وزير التربية الوطنية يدعو إلى عقد هذه الندوة الوطنية. هذه الندوة الوطنية التي تنعقد نهار اليوم بإبن عكنون في العاصمة، ينتظر منها أن تستمع إلى عروض ومداخلات بعض المسؤولين المعنيين بالوزارة، واللجنة الوطنية للبرامج والمناهج، ومديريات التربية، ويتولى الجميع عملية النقاش والدراسة عبر ورشات، أو مجموعات عمل، خاصة بالتعليمين الابتدائي والثانوي. ومثلما هو مقرر، فإن هذا النقاش سيتركز حول أمرين أساسيين : الموضوعات والمعارف المقررة للمواد الدراسية، ثم الأحجام الساعية المعمول بها على مدار السنة الدراسية المنصرمة، وهذان الأمران كانا محل اهتمام وزير التربية شخصيا، وهو الذي أعطى تعليمات مباشرة صريحة وواضحة للجنة الوطنية لإصلاح البرامج والمناهج في الندوة الوطنية، المنعقدة مع مدراء التربية يوم 20 ماي الفارط، بمقر الوزارة، حيث قال لهم : لكم أن تراجعوا وتناقشوا بمطلق الحرية والمسؤولية مسألة البرامج الدراسية المقررة في مواد التعليم الابتدائي، ولن تجدوا من جانبي أية إملاءات، أو ضغوط سياسية، قرروا كل ما ترونه ضروريا ومناسبا. ونفس الشيء بالنسبة لمرحلة التعليم الثانوي، التي قال لهم الوزير بشأنها هي الأخرى : إن رأيتم ما يعدل أو يراجع أو يحذف فلكم ما ترونة واجبا ومناسبا، وقد قال هذا بخصوص الوحدة الرابعة في مادة العلوم الفيزيائية للسنة الثالثة ثانوي، المشكلة من خمسة دروس، حول" الارتدادات "، وقد ترك لهم المجال هنا أيضا لإقرار ما يرونه مناسبا، دونما أية إملاءات أو وصاية منه. ونذكر هنا أن البرامج الدراسية السابقة التي كانت مقررة من وزارة التربية الوطنية كانت كثيفة ومطولة من حيث العدد الإجمالي للدروس، والمضامين الأخرى المرفقة بها، ومن حيث الحجم الساعي المقرر، لاسيما في مرحلة التعليم الابتدائي، ولأنها كانت كذلك، فقد أقرت تخفيفها، وتفرغت لذلك بالفعل لجنة إصلاح البرامج والمناهج، وقامت بتخفيف مضامين المواد المدرسة، كما قامت بتخفيض ساعات الدراسة، وتمت عملية التدريس في السنة الدراسية المنتهية على هذا الأساس، لكن ومع ذلك ، وجدت وزارة التربية نفسها من جديد، وجها لوجه أمام ضرورة تخفيف آخر للمضامين المدرسية المقررة، وأحجامها الساعية، وهذا ما هي بصدد القيام به في هذه الندوة الوطنية التي تعقدها نهار اليوم، ويعود هذا بالدرجة الأولى لكونها لاحظت تسجيل تأخر واضح في الانتهاء من البرامج الجديدة المقررة، خاصة على المستويين الابتدائي والثانوي، وهي بهذا التوجه المرغوب فيه تريد أن تنتهي المؤسسات التربوية من برامجها الدراسية قبل 15 ماي من كل سنة ،لأن هذا يمكنها من التفرغ لمرحلة الامتحانات التي تأتي عقب الانتهاء من تلقين الدروس، ويبقي للتلاميذ بعضا من الوقت للمراجعة والاستعداد للامتحانات، لاسيما الرسمية منها.وهو الأمر الذي أظهرت هذه السنة حرصا كبيرا في التأكيد عليه، وعلى اعتماده مستقبلا.