أعلن صباح أمس وزير التربية أبو بكر بن بوزيد عن استحداث مادة التربية العلمية في السنة الأولى ابتدائي،واختصار الدراسة السنوية في مدة 32 أسبوع فقط ، ويجب أن تنتهي في آخر ماي من كل سنة، وأكد جاهزية الكتب المدرسية للتوزيع، وقال أن الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية أنهى طبع 60 مليون كتاب، يوجد منها حوالي98 بالمائة على مستوى الولايات، جاهزة للتوزيع، وقد قررت وزارة التربية تخفيض نسبة 10 بالمائة من أسعارها السابقة. أشرف أمس وزير التربية الوطنية أبو بكر بن بوزيد على افتتاح جانب هام من أشغال الندوة الوطنية الخاصة بتخفيف البرامج والمناهج الدراسية في التعليمين الابتدائي والثانوي، وقد شكلت لهذا الغرض لجنتان وطنيتان : الأولى خاصة بالتعليم الابتدائي، والثانية خاصة بالتعليم الثانوي، وسوف تعكف على دراسة وثائق عمل أعدت من قبل خبراء ومختصين،قبل أن تصدر التوصيات المنتظر تطبيقها على أرض الواقع في السنة الدراسية المقبلة. ومن الآن قال الوزير بن بوزيد في نفس سياق المراجعة والتجديد أن مادة جديدة تستحدثها هذه الندوة الوطنية، وهي مادة التربية العلمية مثلما سماها الوزير، ومادة العلوم والتكنولوجيا مثلما سماها الأستاذ عباسي مدير التعليم الابتدائي بالوزارة. ومثلما هو معلوم ووفق ما جاء على لسان الوزير، فإن البرامج الدراسية قد خفضت من قبل من 27 ساعة ونصف إلى 24 ساعة دراسة في الأسبوع فقط، مع تعطيل يوم الخميس أيضا. وفي تبريره لهذا الإصلاح الجديد، الذي يأتي في وقت مبكر جدا ، قال الوزير "تعلمون أن الإصلاح عمل شاق، وهو ليس بالقرآن عمل لا يراجع، بل هو عمل مستمر، ولا يتوقف زمنيا، ومن أجل ذلك أنشأنا في جانفي 2008 بمرسوم، اللجنة الوطنية للمناهج، وعملها متواصل، وهي لا تزول بزوال البرامج، وعملية تغيير الكتب التي تمت ليست مجرد تغيير للمناهج والبرامج، بل العملية بيداغوجية لذاتها، والمقاربة بالكفاءات ليست صيغة لتلقين المعارف، بل هي من أجل تكوين المواطن الصالح، والبرامج الدراسية ليست قرآنا، لا يعدل ولا يراجع". وشدد وزير التربية على مسألة اللغة الأمازيغية، التي قال عنها، أنه "لا يترك تدريسها لمن هب ودب، أهلا وسهلا بكل من يريد تدريسها، لكن يجب أن يكون له شهادة الليسانس". وعن المقررات والكتب المدرسية قال بن بوزيد "أنهينا إصلاح 185 برنامجا تربويا، كما انتهينا من مشكل الكتاب المدرسي الذي كان قائما في سنوات ماضية"، مؤكدا أن الوزارة طبعت كل الكتب المدرسية المقررة، وعددها 60 مليون كتاب، 98 بالمائة منها هي الآن موجودة على مستوى الولايات، وجاهزة للتوزيع، ولم نكن من قبل نطبع سوى 26 ألف كتاب فقط، وقال الوزير أن نسبة كبيرة من هذه الكتب تمنح عند الدخول المدرسي القادم مجانا للفقراء والمعوزين، وأبناء المعلمين والأساتذة، وكل تلاميذ السنة الأولى تحضيري، وقد صرفت الحكومة في هذا الشأن 650 مليار سنتيم. وفيما يتعلق بأسعار الكتب، التي رأى الكثير من الأولياء أنها كانت السنة الماضية مرتفعة، قال الوزير "خفضناها بنسبة 10 بالمائة عما كانت عليه في السنة الفارطة". وأعاد وزير التربية التذكير بضرورة استحداث أدراج إضافية للتلاميذ بأقسامهم، ملحا على مدراء التربية التقرب من رؤساء البلديات والولاة للتنسيق معهم في هذا المجال بإنجاز أدراج في كل مدرسة ابتدائية، كما أنه أظهر عزيمة وزارته في تجديد اللوازم والتجهيزات المدرسية القديمة داخل المؤسسات التربوية، وذكر منها السبورة والطبشور الأبيض، الذي ألح على زواله، وقد تم الشروع في هذا الأمر في بعض الولايات، وينتظر أن يعمم على كافة ولايات الوطن. وتطرق الوزير بن بوزيد إلى حاجة بعض مناطق الجنوب والهضاب العليا للأساتذة والمعلمين في بعض المواد، وفي مقدمتها اللغتين الفرنسية والانجليزية، ثم الفلسفة والرياضيات، وقال أن حل هذا المشكل سوف يتم عن طريق تخصيص الجزء الأكبر من ال 4200 مسكن، المخصصة لولايات الجنوب، ووعد بطرح المشكل على مجلس الحكومة القادم، من أجل إيجاد حل نهائي له، في الهضاب العليا وفي الجنوب. وحسب بن بوزيد، وما تضمنه التقرير المقدم من قبل الأستاذ عباسي، فإن البرنامج الدراسي الذي حددته وزارة التربية من جديد بداية من الموسم الدراسي المقبل هو 32 أسبوعا في العام، وبعد أن أنقص العطل المدرسية، قال الأستاذ سمير بوبكر مدير التعليم الثانوي الذي قدم هو الآخر تقريرا عن تخفيف التعليم الثانوي أن مجموع هذه الأسابيع سوف يتقلص إلى 28 أسبوع فقط.