قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إن حكومته ستتبنى نهجا أكثر حسما في سياستها تجاه الغرب. وحسب وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) فقد قال نجاد في اجتماع لمسؤولين بالسلطة القضائية في طهران "بدون أدنى شك سوف تسلك الحكومة في الفترة الرئاسية الجديدة نهجا أكثر حسما وأقوى تجاه الغرب". وذكرت الوكالة أن الرئيس الإيراني انتقد بشدة مرة أخرى الرئيس الأمريكي باراك أوباما وزعماء الدول الأوروبية لأنهم "أهانوا" الأمة الإيرانية عبر ما وصفه بالتدخل في الشؤون الداخلية لبلاده، ملمحا بذلك إلى الانتقادات الغربية الحادة لنتائج الانتخابات الرئاسية. وقال نجاد، بدون تقديم أية إيضاحات "من الآن فصاعدا سوف ندفع بكم إلى محكمة للعدل في كل اجتماع دولي". وقال في إشارة واضحة إلى الانتقاد الغربي للانتخابات "هذه المرة رد الأمة الإيرانية سوف يكون حاسما وأشد قسوة وسوف يجعلكم تندمون وتشعرون بالخجل". وجاءت تصريحات أحمدي نجاد بعد يوم واحد فقط من تصريح للرئيس الأمريكي قال فيه إن المرشح الإصلاحي مير حسين موسوي -الذي أعلنت النتائج الرسمية خسارته في الانتخابات- "استحوذ على خيال قوى داخل إيران مهتمة بالانفتاح" على الغرب. وأشاد الرئيس الأمريكي -في مؤتمر صحفي عقده الجمعة بواشنطن مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل- ب"شجاعة" المحتجين على نتائج الانتخابات الرئاسية في إيران في مواجهة ما سماها "الوحشية". واعتبر أوباما أن "شجاعة" المتظاهرين "دليل على سعيهم الدائم من أجل العدالة" وأن "حقوق الشعب الإيراني في التجمع والتحدث بحرية وسماع أصواتهم هي طموحات عالمية". وأكد أوباما أنه لا يأخذ على محمل الجد مطالبة الرئيس الإيراني إياه بالاعتذار عن انتقاد الطريقة التي تعاملت بها سلطاته مع المحتجين على نتائج الانتخابات التي منحت نجاد ولاية ثانية، مضيفا أنه ليس معنيا بهذه المطالبة. كما يأتي موقف الرئيس الإيراني إثر مطالبة مجموعة الثماني الجمعة إيران بوقف العنف الذي شهدته طهران بعد الانتخابات الرئاسية. وقال وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني في مؤتمر صحفي في ختام اجتماع وزراء خارجية المجموعة بمدينة تريستي "نريد أن يتوقف العنف على الفور ونعرب عن تضامننا مع الضحايا" مضيفا أن "باب الحوار يجب أن يبقى مفتوحا". وأعرب البيان الرسمي للمجموعة عن احترام سيادة إيران، لكنه عبر عن "القلق الشديد لأعمال العنف التي أعقبت الانتخابات وأدت إلى فقد أرواح مدنيين إيرانيين" وحث إيران على "احترام حقوق الإنسان الأساسية بما في ذلك حرية التعبير". وأشار البيان الذي صدر في اليوم الثاني للاجتماع إلى أن الأزمة يجب أن تحل قريبا "بالوسائل السلمية والحوار الديمقراطي". ودعت مجموعة الثماني طهران لضمان التعبير عن أن إرادة الشعب الإيراني ستظهر عبر العملية الانتخابية. ومن ناحية ثانية، احتجت طهران لدى السويد على ما وصفته باعتداء عناصر إرهابية معارضة للثورة على مبنى السفارة الإيرانية في ستوكهولم أول أمس الجمعة. وقالت وكالة مهر للأنباء شبه الرسمية أمس إن المدير العام لدائرة شمال وشرق أوروبا في وزارة الخارجية أبلغ السفير السويدي في طهران احتجاج إيران الشديد على هذا العمل. وأشارت الوكالة إلى أنه بعد ساعة من اللقاء اتصل السفير السويدي في طهران بالمدير العام لدائرة شمال وشرق أوروبا في وزارة الخارجية الإيرانية، موضحا أنه أبلغ هاتفيا وزير الخارجية ووكيل وزارة الخارجية في بلاده بالأمر وقد كلف من قبلهم بإبلاغ المسؤولين الإيرانيين بالأسف الشديد للحكومة ووكيل وزارة الخارجية في السويد بشأن هذا الحادث. كما أن وكيل وزارة الخارجية السويدية اتصل هاتفيا أيضا بالسفير الإيراني في ستوكهولم وطمأنه بعدم تكرار مثل هذا الحادث في المستقبل.