كشفت لجنة التحقيق التي نصبها وزير التربية الوطنية حول الخطأ الذي في كتاب التربية المدنية الخاص بتلاميذ السنة الخامسة ابتدائي والمتمثل في حذف المقطع الثالث من النشيد الوطني أن المفتشين اللذان أعدا الكتاب اعتمدا على وثيقة مكتوب عليها النشيد الوطني دون أن يقوما بمراقبتها أو يتأكدا من مضمونها، ولم ينتبها إلى وجود فقرة ناقصة في النشيد، مما أدى إلى وقوع هذا الخطأ، وبناءا على نتائج لجنة التحقيق قرر وزير التربية الوطنية أبو بكر بن بوزيد إحالة المفتشين اللذان أعدا كتاب التربية المدنية الخاص بالسنة الخامسة ابتدائي على لجنة التأديب. وفي نفس السياق أمر وزير التربية الوطنية بسحب كل كتب التربية المدنية من تلاميذ السنة الخامسة ابتدائي، وعددها 700 ألف كتاب، واستبدالها بكتب مصححة، تم طبعها هذا الأسبوع على مستوى الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية، وبالمقابل شرع الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية في طبع نشرة مصححة ستوزع على كل التلاميذ مجانا. وحسب مصادر مؤكدة فإن الكتب المصححة أصبحت جاهزة ولم يبقى سوى توزيعها عبر الولايات على المستوى الوطني، الذي قد يستغرق بعض الوقت. أما ال 700 ألف كتاب التي ستسحب من التلاميذ فسيتم إرجاعها إلى الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية، بدلا من إتلاف هذه الكتب، سيتم تمزيق الصفحة التي ورد فيها الخطأ، وتطبع صفحة أخرى مصححة تلصق مكان الصفحة الممزقة وسيتم الإحتفاظ بهذه الكمية من الكتب، جاهزة، لاستغلالها في السنة الدراسية المقبلة. اما بخصوص الخطأ الوارد في الصفحة 17 من كتاب التاريخ الخاص بالسنة الخامسة ابتدائي، والذي يتمثل في فكرة "فرنسا حررت الجزائر من العثمانيين" الواردة عبارة "في بداية القرن التاسع عشر من الثورة الصناعية في تطوير أسلحتها، وشكلت بذلك قوة عسكرية مكّنتها من تحرير الجزائر'' فقد قررت وزارة التربية إصلاحها بالأساليب التقنية التي تعتمد عليها دور النشر كأن يتم توزيع ورقة مصححة يتم إلصاقها مكان الصفحة التي ورد فيها الخطأ، أو يتم إبلاغ كل الأساتذة على المستوى الوطني بتصحيح الخطأ، وفي هذا الصدد يقول المكلف بالإعلام بوزارة التربية بأن "هناك بعض الأخطاء لا يمكن التهاون معا أو السكوت عنها مثلما هو الأمر بالنسبة للخطأ الذي ورد في النشيد الوطني، لأن النشيد الوطني يعتبر رمزا من رموز الدولة الجزائرية، ولهذا أمر الوزير بسحب الكتب التي ورد فيها الخطأ من التلاميذ وتعويضها بكتب أخرى مصححة، أما فيما يخص الأخطاء الأخرى التي قد ترد في بعض الكتب فتعتبر أخطاء طفيفة يمكن إصلاحها دون الحاجة لسحب الكتب من التلاميذ". علما أن وزارة التربية الوطنية قامت هذه السنة بإصلاح 39 منهج جديد، منها 12 منهج خاصا بالسنة الخامسة ابتدائي و 27 منهج خاصا بالسنة الثالثة ثانوي، وهو ما نتج عنه إصدار 35 كتاب مدرسي جديد منها 9 خاصة بالسنة الخامسة و 26 كتاب جديد خاصة بالسنة الثالثة ثانوي، وتم مع بداية الدخول المدرسي لسنة 2007 / 2008 إنتاج 58 مليون نسخة مطبوعة، وهي عملية ضخمة تقوم بها وزارة التربية سنويا لتوفير الكميات المطلوبة من الكتب للتلاميذ، وبالمقابل يتم سنويا تعيين مفتشين في الميدان يجمعون من الأساتذة كل الملاحظات حول الكتب الجديدة والغلطات التي قد ترد فيها ويسجلونها في تقرير يسلم لوزارة التربية الوطنية، هذه الأخيرة التي تقوم بإعداد تقرير نهائي سنوي حول الموضوع يشمل آراء الأساتذة والمعلمين، خاصة عندما تكون هناك غلطة معينة، وتقوم الوزارة بإحصاء هذه الغلطات سنويا، وفي هذا الصدد أكد المكلف بالإعلام بوزارة التربية الوطنية السيد بومعراف فإن 99 بالمائة من الأخطاء التي يتم اكتشافها هي غلطات طفيفة، وتعتبر عادية في كل دور النشر في أي دولة في العالم، تقوم الوزارة بتصحيحها بالتنسيق مع الديوان. جميلة بلقاسم