أعلنت مديرية الصحّة بوهران، رسميا تسجيل ثالث حالة إصابة بداء إنلفونزا الخنازير لدى طفلة في ال 13 من العمر، كانت قادمة من إسبانيا عبر الميناء، وخلق ذلك حالة استنفار قصوى ما استدعى تكثيف إجراءات المراقبة الطبيّة. لم تكد تمرّ أيّام عن زيارة العمل والتفقّد لوزير الصحّة السعيد بركات لوهران، وإعلانه عن اتّخاذ جميع التدابير اللازمة لاكتشاف حالات الإصابة بداء إنفلونزا الخنازير الخطير والوقاية منه، حتّى ظهرت إصابة فعلية لدى طفلة تبلغ من العمر 13 سنة، تدعى "ل.ب"، حيث أفادت مصادر مؤكّدة أنّها دخلت إلى تراب الولاية على متن باخرة قادمة من ميناء "أليكانت" بإسبانيا برفقة والدها وشقيقها يوم الاثنين 22 من شهر جوان، وفي اليوم الموالي من وصولها ظهرت عليها أعراض الحمّى وتدهورت حالتها الصحيّة، ممّا استدعى نقلها على جناح السرعة نحو عيادة طبية خاصّة، أين اكتشف الطبيب أنّ الأمر لا يتعلّق بمرض عادي، ما استلزم عليه توجيهها نحو مصلحة الأمراض المعدية بالمستشفى الجامعي، أين تمّ وضعها تحت الحجر الصحيّ إلى غاية ظهور نتائج التحاليل، إلاّ أنّه وعلى خلاف الحالات السابقة المشتبه فيها لدى أجانب ومغتربين، فإنّ نتائج التحاليل الصادرة عن معهد باستور بالعاصمة كانت إيجابية وأكّدت أنّ الطفلة مصابة فعلا بداء انلفونزا الخنازير، فيما لم تظهر أيّ أعراض على أفراد عائلتها خصوصا والدها وشقيقها المرافقين لها في الرحلة البحرية، وقد تمّ اتّخاذ الإجراءات اللازمة وإخضاعها للعلاج المناسب، إذ أكّدت مصادر طبيّة مقدّرة أنّها في حالة صحيّة جيّدة ويمكن أن تتماثل للشفاء، مثلما حدث بالنسبة للحالتين التين تمّ اكتشافهما مؤخّرا فيما يتعلّق بأمّ وابنها قدما من الولايات المتّحدة الأمريكية حسب ما أكّده وزير الصحّة، وتنتاب عائلة الطفلة حالة قلق متزايدة خوفا من تطوّرات هذا المرض الخطير الذي أودى بحياة عدّة أشخاص على المستوى العالمي واستدعى العمل بإجراءات استثنائية ومراقبة طبيّة صارمة على مستوى المطارات والموانئ، مع العلم أنّه سبق وأن حوّلت 5 حالات للكشف بمصلحة الأمراض المعدية من بينها رعية سويدي وآخر صيني وشيخ معتمر كان قادما من البقاع المقدّسة وإمرأة مغتربة كانت قادمة من كندا، إلاّ أنّ نتائج التحاليل كانت سلبية، وتزداد خطورة الأمر بتوافد عدد هائل من المغتربين والأجانب من الخارج نحو وهران خلال هذا الصيف والذين تشير التوقّعات بأنّهم سيبلغون حوالي 200 ألف مسافر على مستوى الميناء فقط، بمعدّل 66 رحلة بحرية من مرسيليا واسبانيا.