أفادت مصادر متطابقة ل "صوت الأحرار" بأن الموالين بالمناطق السهبية يعيشون هذه الأيام وضعية حرجة جراء هلاك العشرات من رؤوس الأغنام على إثر تعرضها لوباء "الجذري" أو ما يطلق عليه محليا "الجيد" مما استدعى دق ناقوس الخطر وإعلان حالة الطوارئ في صفوفهم. عبر موالو المنطقة السهبية عن تذمرهم واستيائهم من النقص المسجل في اللقاح المخصص لهذا الوباء الذي تظهر أعراضه على شكل حبيبات تمس جلد هذه الثروة الحيوانية وتظهر تحت الإبط وكذا في فخض ورأس الماشية لتضحى عاجزة عن توفير المناعة ومن ثم هلاكها بشكل مفاجئ، ليؤكدوا بأن جميع الإجراءات لم تفلح في توفير هذا اللقاح سواء على مستوى البيطريات أو السوق السوداء التي تعيش على وقع الندرة أيضا، وقال بعض الموالين في تصريحات متطابقة بأن عشرات رؤوس الأغنام وخاصة الخرفان التي لا يتعدى سنها الأربع أشهر قد هلكت بفعل انتشار هذا الوباء كان آخرها تعرض أحد موالي منطقة أم العظام بالجلفة إلى فقدان أكثر من 150 رأس غنم من جراء ذلك. وعن هذا الخلل الحاصل في توزيع اللقاح المضاد قال الموالون أن السبب يعود إلى عدم تزويد مختلف البيطريات التي تفتقر إلى هذا اللقاح منذ فترة ليست بالوجيزة، الأمر الذي كان وراء انتشار هذا الوباء ليمس رؤوس الأغنام في مختلف المناطق السهبية خاصة مع توفر أسباب انتشاره كالماء والريح وكذا الاختلاط في مختلف الأسواق الأسبوعية حيث يعرف على هذا الداء بأنه معد بدرجة أولى وسريع الانتقال ما بين ماشية وأخرى لمجرد الاقتراب أو الاحتكاك. وأضاف الموالون أن نقص اللقاح في جميع البيطريات دعاهم إلى الاتصال المباشر بالغرف الفلاحية من أجل طرح هذا المشكل وكان رد هذه الأخيرة بأن الخلل موجود على مستوى معهد باستور بالعاصمة الذي تأخر في توزيع هذا اللقاح وخلق هذه الأزمة، وذكر بعض الموالين في تصريحات أخرى لم نتمكن من تأكيدها على أن هذه الوضعية أجبرتهم على اقتناء هذا اللقاح من بعض الأسواق السوداء بالمناطق الغربية للوطن وأن هناك علامات مستعملة يتم جلبها من المغرب عن طريق شبكات تهريب متخصصة في هذا الأمر. وتشير معلومات غير رسمية إلى أن هناك العشرات من الموالين لجؤوا إلى استعمال لقاح قديم توفره بعض البيطريات بمبالغ تفوق 4000 دج في محاولة من أجل الحد من انتشار الوباء على الرغم من عدم فاعليته لكونه مخزن من الموسم الفارط.