وولي سوينكا من أشهر أدباء العالم، تنوع عالمه الأدبي بين المسرح والرواية والشعر إضافة للترجمة، وشكّل مزيجًا حقيقيًّا لرؤية الكاتب ومعايشته لحضارتين: الحضارة الأفريقية التي ينتسب إليها دمًا ولحمًا ووجدانًا من ناحية، والحضارة الغربية التي عرفها وتشربها طويلاً بالتجربة واللسان والثقافة. وقد حصل على كثير من الجوائز المحلية والإقليمية والعالمية، منها جائزة جوك كامبل عام 1968، وجائزة أفضل نصوص درامية بمسرحيته "الطريق" من مهرجان الفنون الزنجية بدكار عام 1966، وكان أول كاتب أفريقي يفوز بجائزة نوبل العالمية للآداب عام 1986، وأصبح بذلك علمًا من أعلام الفكر والأدب في العالم بأسره والذي تغيرت به نظرة العالم الدونية تجاه الشعوب الأفريقية وألقى الضوء على ما تزخر به ثقافتها من قيم إنسانية. وقد وُلِد سوينكا المسيحي في يونيو عام 1934 في مدينة أبيكوتا جنوب غرب نيجيريا وينتمي لقبيلة اليوربا ، تخرج في جامعة إبادن 1952، ثم سافر إلى بريطانيا للدراسات العليا في الأدب الإنجليزي، وحصل على الماجستير بمرتبة الشرف 1954، وعمل خلال دراسته في لندن قارئًا ومراجعًا للنصوص المسرحية بالمسرح الملكي، وبعد عودته عمل محاضرًا في أقسام الدراما بجامعات نيجيريا المختلفة، مثل جامعة إيفي وجامعة لاجوس وجامعة إبادن ، كما عمل أستاذًا للآداب بجامعة إيموري بأتلانتا بالولايات المتحدةالأمريكية، وقد عاد إلى نيجيريا عام 1960، وبدأ يبذل جهوده لتطوير المسرح النيجيري، من خلال اكتشاف الأشكال الأفريقية القديمة، فأنشأ فرقته المسرحية المسماة "الأقنعة"، وقد عمل بها مخرجًا وممثلاً ومنتجًا، ويعمل حاليًّا أستاذًا للأدب المقارن ورئيسًا لقسم الفن المسرحي بجامعة إيفي، ويرأس المعهد الدولي للمسرح التابع لليونسكو المقام في نيجيريا، ورئيس المجلس العالمي للكتاب، كما يعمل سفيرًا للنوايا الحسنة والمساعي الحميدة لدى اليونسكو. تأثّر سوينكا بالكاتب الآيرلندي، جي. إم . سينج، لكنه في نفس الوقت ظل تحت تأثير المسرح الأفريقي الشعبي التقليدي لذلك تأتى أعماله مشحونة بالرقص، والموسيقى و الإفريقية تستند كل كتابته على الاساطير الخاصة بقبيلته " قبيلة اليوروبا " وتتمحور بصورة خاصة حول أسطورة الإله أوجان، إله الحديد والحرب. " سكان المستنقع" والأسد والجوهرة (كوميديا خفيفة)، من مسرحيّاته الأولى وكتبهما أثنا أقامته في لندن وعرضت في إبدان في 1958 و1959 ثم طبعت ونشرت في عام 1963.ثم اتجه إلى انتاج الكوميديا الهجائية فألف مسرحية محاكمة الأخ جيرو (1960) ثم ،" تحويل جيرو" (1974,)، رقص الغابا (1960)حصاد كونجي (1965) ومجانين وإختصاصيون (197له أيضا العديد من المسرحيّات الجدّية الفلسفية ("سكنة المستنقع") الهجين القوي (1966)، الطريق 1965 الموت وسايس الملك 1976 .