ويروي هذا الفيلم الوثائقي الذي تم عرضه أول مرة سنة 2008 الظروف التي ميزت إجراء أول تجربة لقنبلة ذرية بتاريخ 13 فيفري 1960 برفان، وهي العملية التي أطلق عليها تسمية "اليربوع الأزرق"• ويستشهد "العربي بن شيحة" في فيلمه بشهادات لأشخاص كانوا معنيين مباشرة بهذه التجربة، سيما جنود قدامى كانوا بعين المكان وسكان منطقة "رفان"، و كذا مختصين أجمعوا على غياب الإعلام من قبل قيادة أركان الجيش الفرنسي حول هذه التجربة• وأكد أحد الخبراء في هذا الفيلم الوثائقي أن عملية "اليربوع الأزرق" كانت بمثابة قنبلة سياسية، بعد أن أراد"دي غول" أن يدخل فرنسا بأي ثمن ضمن النادي الضيق للدول الحائزة على السلاح النووي• ولإعادة تركيب صور إجراء هذه التجربة اعتمد مخرج "ريح الرمال" على صور من الأرشيف وعلى وثائق شخصية وعلى مقاطع من حصة "خمسة أعمدة في الواجهة" و يروي عدد من قدامى الجنود في الفيلم، أنهم لم يحاطوا علما بالأخطار التي كانوا عرضة لها• ويستذكر بعضهم كيف تم توجيههم إلى موقع التفجير "نقطة الصفر"•• كما عرض الفيلم شهادات سكان مدينة رفان الذين عايشوا الجحيم في تلك المرحلة• وأتبع عرض الفيلم بنقاش نشطه المخرج ورئيس جمعية ضحايا التجارب النووية ميشال فيرجي والبروفسور أبراهام بيار، وهو طبيب عضو بالجمعية ورجل قانون بتقييم الكفاح القائم حاليا من أجل حمل فرنسا على الاعتراف بالضحايا الذين تعرضوا لإشعاعات نووية خلال هذه التجارب وتعويضهم• وأكدت من جهتها النائب كريستيان توبيرا التي حضرت النقاش أن "فرنسا كانت آنذاك تقوم بتجارب عشوائية" مضيفة أنه "يجب عليها أن تعترف بأن خيار الردع النووي كانت له انعكاسات يجب تحمل عواقبها•