شكل الفيلم الوثائقي ''ريح الرمال'' للمخرج العربي بن شيحة الذي عرض بالمركز الثقافي الجزائري بباريس، محور نقاش حول أولى التجارب النووية الفرنسية بمنطقة رڤان بالصحراء الجزائرية وآثارها والمعركة التي يقوم بها حاليا الجنود القدامى للاعتراف بهم كضحايا لهذه التجارب. ويروي هذا الفيلم الوثائقي الذي تم عرضه أول مرة سنة 2008 الظروف التي ميزت إجراء أول تجربة لقنبلة ذرية بتاريخ 13 فيفري 1960 برڤان، وهي العملية التي أطلق عليها تسمية ''اليربوع الأزرق''. ويستشهد العربي بن شيحة في فيلمه بشهادات لأشخاص كانوا معنيين مباشرة بهذه التجربة سيما جنود قدامى كانوا بعين المكان وسكان منطقة رڤان وكذا مختصين أجمعوا على غياب الإعلام من قبل قيادة أركان الجيش الفرنسي حول هذه التجربة وعدم توفير الحماية للجنود والسكان المجاورين فضلا عن اللامبالاة التي أظهرها وزير الدفاع الفرنسي آنذاك الذي مايزال يصر على عدم الاعتراف بالعواقب الوخيمة لتلك التجارب (17 تجربة) على صحة السكان وعلى البيئة. وأكد أحد الخبراء في هذا الفيلم الوثائقي ان عملية ''اليربوع الأزرق'' كانت بمثابة قنبلة سياسية. لقد أراد دي غول أن يدخل فرنسا بأي ثمن ضمن النادي الضيق للدول الحائزة على السلاح النووي، فقد تم إجراء التجارب على عجلة وكان الأمر مجرد ترقيع لا غير. ولإعادة تركيب صور إجراء هذه التجربة اعتمد مخرج ''ريح الرمال'' على صور من الأرشيف وعلى وثائق شخصية وعلى مقاطع من حصة ''خمسة أعمدة في الواجهة. ويروي عدد من قدامى الجنود أنهم لم يحاطوا علما بالأخطار التي كانوا عرضة لها. ويستذكر بعضهم كيف تم توجيههم الى موقع التفجير ''نقطة الصفر'' لاسترجاع عتاد تعرض للإشعاع النووي وهم يرتدون بذلات من الصوف وكيف تعرضوا للإشعاعات. وعرض الفيلم شهادات سكان مدينة رڤان الذين عايشوا الجحيم في تلك المرحلة. ويسترجع الحاج أحمد حمادي الذكريات قائلا ''لقد أمرنا بالمكوث في منازلنا وأن نغمض أعيننا. لقد شعرنا وكأننا نشهد نهاية العالم. ورغم إغماض أعيننا فقد أعمى الضوء المبهر للانفجار أبصارنا بل قد اخترق بالكاد أجسادنا''، أما أحد الجنود القدامى فقال بمرارة ''لقد عوملنا مثل فئران التجارب''. وقد سمح النقاش الذي نشطه المخرج ورئيس جمعية ضحايا التجارب النووية ميشال فيرجي والبروفسور أبراهام بييار وهو طبيب عضو بالجمعية ورجل قانون، بتقييم الكفاح القائم حاليا من أجل حمل فرنسا على الاعتراف بالضحايا الذين تعرضوا لإشعاعات نووية خلال هذه التجارب وتعويضهم.