وأثناء زيارتنا لبعض محلات بيع الأعشاب الطبية بشارع حسيبة بن بوعلي، لاحظنا إقبالا مكثفا لفئة كبيرة من مرضى السكري جربوا مثل هذه الأعشاب، التي قال الأطباء المختصون إنها قد تتسبب في مخاطر صحية جمة، خاصة أن مثل هذه الأعشاب يشترط على متناولها ترك الأدوية الطبية المستعملة عادة في العمل على توازن نسبة السكر في الدم مثل الأنسولين. فبعدما كانت هذه الأنواع من الأدوية منتشرة في أسواق المدن الداخلية، حيث لا يتوانى بائع الأعشاب عن وصف محاسن دوائه للمرضى، أصبحت حاليا منتشرة عبر كل ولايات الوطن وحتى في المدن الكبرى، علما أن أغلبية الباعة غير مختصين، ويجهلون خطورتها، فيما أكد لنا عدد منهم أنهم توارثوا الحرفة عن آبائهم وهم على اطلاع واسع بمنافعها. وفي ذات السياق أكد لنا الدكتور "بلقاسم .ع" طبيب عام أن لبعض الأعشاب الطبية فائدة في شفاء بعض الأمراض غير الخطيرة والمؤقتة إذا تم وصفها من قبل مختصين في الطب البديل لهم شهادات معترف بها في المجال موضحا أن التناول العشوائي لهذه المواد قد يؤدي إلى تعقيدات صحية خطيرة، داعيا في ذات السياق وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات التدخل لمحاربة مثل هذه المحلات التي أصبحت تستقطب آلاف المواطنين في ظل غياب الرقابة. ومن جهة أخرى فإن دراسة حديثة أجرتها منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن 25 من المصابين بالسكري بالجزائر هم من الشباب دون 25 عامًا، وأن نصف مليون شخص في الجزائر يجهلون إصابتهم بهذا الداء الذي طال أيضا 80 ألف طفل، وهو ما يرجعه الأطباء إلى الابتعاد عن ممارسة الرياضة إلى جانب انتشار البدانة وتغير نمط الغذاء والاعتماد على الوجبات السريعة الغنية بالدهون. وأبرزت كشوف نشرتها الجمعية الجزائرية لمرضى السكري أنّ 25 بالمائة من المصابين هم شباب، إضافة إلى 10 بالمائة من الأطفال، بينما تتوزع ال65 بالمائة المتبقية على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 30 سنة، فضلا عن الكهول والمسنين، إضافة إلى أنّ أكثر من 49 المائة من مرضى السكري بكل أنواعه مصابون بمرض شبكة العين المتصل بهذا الداء، وأوضح مختصون أنّ معظم الحالات المرصودة قد تؤدي إلى العمى. وكانت الحكومة الجزائرية أكد التزامها برعاية مرضى السكري في البلاد من خلال إنشاء دار لمرضى السكري في كل ولاية جزائرية، مع تخصيص منحة مالية لمن يعانون منهم من البطالة والذين يمثلون نسبة 40 بالمائة نظرًا لارتفاع أسعار دواء الأنسولين.