ارتفع معدل إصابة الجزائريين بداء السكري خاصة فئة الشباب حيث تقدر نسبة إصابتهم ب25 بالمائة من إجمالي عدد المصابين في الجزائر، والظاهر أن عددا كبيرا منهم بدأ يلجأ إلى طرق بعيدة عن الطب متمثلة في الأعشاب والطب التقليدي رغم ما يشكله ذلك من خطورة على حياتهم، بهدف استئصال هذا المرض المزمن الذي عجز الطب لحد الآن عن إيجاد حل جذري يقضي عليه تماما. أوضحت وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات استنادًا إلى دراسة حديثة أجرتها منظمة الصحة العالمية أن 25 من المصابين بالسكري بالجزائر هم من الشباب دون 25 عامًا، وأن نصف مليون شخص في الجزائر يجهلون إصابتهم بهذا الداء الذي طال أيضا 80 الف طفل، وهو ما يرجعه الأطباء إلى الابتعاد عن ممارسة الرياضة إلى جانب انتشار البدانة وتغير نمط الغذاء والاعتماد على الوجبات السريعة الغنية بالدهون. وأكدت الحكومة الجزائرية التزامها برعاية مرضى السكري في البلاد من خلال إنشاء دار لمرضى السكري في كل ولاية جزائرية مع تخصيص منحة مالية لمن يعانون منهم من البطالة والذين يمثلون نسبة 40 بالمئة نظرًا لارتفاع أسعار دواء الأنسولين، أبرزت كشوف نشرتها الجمعية الجزائرية لمرضى السكري أنّ 25 بالمائة من المصابين هم شباب، إضافة إلى 10 بالمائة من الأطفال، بينما تتوزع ال65 بالمائة المتبقية على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 30 سنة، فضلا عن الكهول والمسنين. ولفت متحدث باسم الجمعية المذكورة إلى أنّ أكثر من 49 المائة من مرضى السكري بكل أنواعه مصابون بمرض شبكة العين المتصل بهذا الداء، وأوضح مختصون أنّ معظم الحالات المرصودة قد تؤدي إلى العمى، وأتى ذلك في أعقاب دراسة شملت نحو 1033 مريضً بالسكري بكل أنواعه، وتبيّن أنّ أغلب هؤلاء يعانون متاعب صحية جمة على مستوى شبكية العين ويسعى الأطباء لمختصون إلى الوقوف على مدى توازن معدلات داء السكري عند المرضى. اللجوء إلى الطب البديل جدّدت مصادر جزائرية متخصصة تحذيرها إزاء لجوء مرضى السكري إلى التداوي بالأعشاب وخاصة أنواع تروج في الأسواق الشعبية بطريقة غير نظامية، وينتج عن تعاطيها أخطار لها تأثير على أعضاء أخرى من الجسم والتي قد تهدد حياة المريض. والملاحظ أن فئة كبيرة من مرضى السكري جربوا مثل هذه الأعشاب التي تسببت في مخاطر صحية جمة خاصة وأن مثل هذه الأعشاب يشترط على متناولها ترك الأدوية الطبية المستعملة عادة في العمل على توازن نسبة السكر في الدم مثل الأنسولين. وتكثر مثل هذه الأنواع من الأدوية في أسواق المدن الداخلية حيث لا يتوانى بائع الأعشاب عن وصف محاسن دوائه الذي يقوم بعدة وظائف في وقت واحد كحفظ توازن ضغط الدم والقضاء على الشقيقة بالإضافة إلى معالجة داء السكري وبعض الأمراض الجلدية الأخرى التي عجز الطب عن حلها، حسب رأيهم. ويلتف حول البائع الذي يستعمل مكبرات الصوت عدد كبير من المواطنين الذين يبدؤون في شراء هذه الأعشاب والأخطر أن حتى أصحاب الأمراض المزمنة والمستعصية يقعون في شباك باعة الأعشاب مع جهل كبير لما قد تسببه هذه المادة من خطورة على حياتهم. يقول عبد المؤمن هو شاب في العشرينيات من عمره اكتشف صدفة إصابته بمرض السكري بعد تعرضه لحادث بسيط جرحت فيه يده ولم يتمكن من إيقاف النزيف إلا بعد أن توجه للمستشفى، حيث أكد الأطباء إصابته بمرض السكري، يقول عبد المؤمن إنه جرب كل الطرق التي سمعها خاصة الأعشاب على أمل الشفاء التام من المرض إلا أن جميع محاولاته باءت بالفشل واكتشف أن كل ما يقال عن الأعشاب وقدرتها على القضاء على المرض مجرد خرافات. ولتفادي الأخطار المحتملة بدأت السلطات الجزائرية برنامجًا وقائيًا صارمًا تجاه مضاعفات داء السكري من النوع الثاني، في ظل شيوع أمراض قاتلة أخرى كارتفاع الضغط الشرياني والقصور الكلوي، وأمراض مزمنة أخرى كتلك التي تمس الكبد مثل الالتهاب والتسمم، وتنجر عنها مضاعفات خطيرة، في وقت ينادي أطباء بمعالجة جذور داء السكري من خلال تكفل جدي بالمرضى انطلاقًا من نظام غذاء سوي واتقاء السمنة، مع اعتماد الرياضة والتوعية خاصة داخل الأوساط الشبانية.