لا تزال تداعيات قصيدة الشاعر المصري حلمي سالم، تلقي بظلالها على المشهد الثقافي والسياسي وحتى الديني في مصر، في قضيّة وصل مسلسلها إلى حدّ مطالبة عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في مصر الداعية يوسف البدري بمقاضاة كل من وزير الثقافة المصري فاروق حسني والأمين العام للمجلس الأعلى المصري للثقافة•• تقدم الشيخ يوسف البدرى ببلاغ إلى النائب العام ضد فاروق حسني وزير الثقافة اتهمه فيه بإهدار المال العام وتسهيل الاستيلاء عليه، بما قيمته 50 ألف جنيه، وعدم تنفيذه حكماً قضائياً صادراً من محكمة القضاء الإدارى بإلغاء قرار الوزير بإعطاء حلمي سالم جائزة التفوق. كما ذكرت الصحافة المصرية، أمس، حيث هدد مؤخرا عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية في مصر الداعية يوسف البدري بمقاضاة كل من فاروق حسني والأمين العام للمجلس الأعلى المصري للثقافة علي أبو شادي بتهمة الامتناع عن تنفيذ حكم محكمة القضاء الإداري الذي قضى بسحب جائزة التفوق الممنوحة للشاعر المصري حلمي سالم بسبب قصيدة "شرفة ليلى مراد"• وأوضح البدري، كما نقلت عنه صحيفة "اليوم السابع" المصرية حيثيات دعواه على وزير الثقافة تفصيلياً، وقال إن وزارة الثقافة كانت قد نشرت في الإصدار الثالث، من مجلة إبداع قصيدة "لشاعر اسمه حلمي سالم" بعنوان "شرفة ليلى مراد"، وأن ثلاثة مقاطع بالقصيدة تتضمن تطاولاً على الذات الإلهية• وأضاف أن عمال المطابع قاموا بثورة على طباعة هذا النص، وأنه قام شخصياً ومجموعة من المتضامنين بتقديم بلاغ للنائب العام للتحقيق في الواقعة، وأن جهات التحقيق طلبت رأي الأزهر في القضية• وجاء رأي الأزهر بأن القصيدة تحتوى على كلمات لا تناسب بينها، "وأنها إلحاد صدر من مخمور وأنها تبرز إلحاده"• فقامت وزارة الثقافة بحذف القصيدة، وإعادة طبع العدد ونشره• وصدر الحكم في أفريل 2008 بإلغاء قرار الوزير ووجوب سحب المبلغ المالى وقدره 50 ألف جنيه، ورده إلى ميزانية وزارة الثقافة• لكن قرار منح الشاعر لمبلغ الجائزة قد تم بالفعل لذلك قام البدرى، بإرسال إنذار آخر للوزير، كما تقدم ببلاغ للنائب العام بوجوب عزل وزير الثقافة عن منصبه وحبسه، هو وعلي أبو شادى والشاعر، بتهمة تسهيل الحصول على المال العام، وأخذ مال عام وإنفاقه دون وجه حق، والتقاعس عن تنفيذ حكم محكمة واجب النفاذ، على حد قوله• وأكد وزير الثقافة فاروق حسنى كما نقلت عنه الصحيفة المصرية أنه لا يستطيع سحب جائزة التفوق من الشاعر حلمي سالم، مبديا استياءه الشديد من يوسف البدرى، قائلاً إنه يقوم بعملية إرهاب للمجتمع والمثقفين ويقف ضد حرية الرأي والتعبير والحريات العامة• وأعقب الوزير قائلاً "لا يمكننى سحب الجائزة من الشاعر، لأني لم أسلمها له بشخصي، وإنما منحها له المجلس الأعلى للثقافة الذي يتكون من 52 عضواً اتفقوا على منح الجائزة للشاعر على مجمل أعماله، والمفترض أن يجتمع المجلس ويقر ما يتفق عليه"• ونفى حلمي سالم أن تكون القصيدة تسىء للذات الالهية وقال "إن الذين استخلصوا ذلك هم الذين يقرؤون الأدب قراءة بوليسية سيئة النية، أما الذين يقرؤون الأدب والشعر بنية حسنة فيرون فيها عكس ذلك تماماً"• وتابع "لقد انتقدت في القصيدة تواكل المسلمين على الله، وقعودهم خاملين• وهذا معنى ديني ذكر في القرآن، حيث قال تعالى: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".. فالقصيدة قالت هذا المعنى بصورة شعرية بسيطة، لم يعتد عليها كل الذين يقرؤون الأدب قراءة حرفية ضيقة"•