وقالت الدراسات الحديثة إن الإصابة بالعجز الجنسي تظهر في غالب الأحيان ثلاث سنوات قبل أول أعراض الإصابة بأمراض القلب، وما على المصاب بعطل تناسلي متكرر إلا الإسراع في إجراء تحاليل طبية على القلب لتحديد الأسباب، من ذلك التاريخ العائلي بالإصابة بأمراض القلب، والتدخين والضغط الدموي والسمنة الزائدة واختلال في الهرمونات وما إلى ذلك من المسببات، وهي من مسببات العجز أيضا، تم إيجاد أدوية لها من ذلك "الفياغرا" في عام 1998، وبعده "سياليس" الذي من ميزاته بقاء مفعوله كدواء أكثر من 36 ساعة• وكانت الدول الأوروبية صنفت الضعف الجنسي في خانة "الأمراض العمومية"، وهذا المرض علميا هو العجز المستمر عن تحقيق أو مواصلة انتصاب العضو التناسلي الذكري، بصورة كافية لتحقيق جماع مشبع للطرفين• والمشكلة هذه شائعة لدى الذكور، والبحوث مكّنت من إيجاد العلاج لها، إذ تشير الإحصائيات إلى علاج 95 بالمائة من الحالات، وهو ما تؤكده تقارير أخصائيي الصحة في العالم• وتكشف أرقام المنظمة العالمية للصحة أن الحالة النفسية تلعب دورا رئيسيا في تحقيق القدرة والرغبة الجنسية، إلا أن معظم حالات الضعف الجنسي مردها إلى أسباب عضوية بحتة• وتتراوح درجة الضعف بين ضعف بسيط وضعف شديد، ويمكن أن يشعر مرضى الضعف بعدم الثقة بالنفس، وقلق في الأداء، وضغط عصبي واكتئاب، وهي حالات تؤدي غالبا حسب المختصين إلى الطلاق، ما يؤكد خطورة المرض على المستوى السوسيولوجي• وتشير إحصائيات المنظمة العالمية للصحة أن الضعف الجنسي يصيب قرابة ال160 مليون شخص في العالم، 30 مليون شخص في أوروبا وحدها، و31 مليون في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وتقدر ذات المنظمة تسجيل قرابة المليون حالة جديدة سنويا• واستنادا إلى نتائج بحوث علمية سابقة (2003/ 2005 ) فإن الضعف الجنسي يصيب في الغالب أكثر من 50 بالمائة في الفئة العمرية بين 40 و70 سنة، ويؤكد المختصون أن 80 بالمائة من حالات الضعف الجنسي أسبابها عضوية، بينما تتسبب العوامل النفسية في 20 بالمائة من الحالات• وبتفسير للأسباب العضوية، نجد أن هناك أمراض تحسب ضمن "مسببات المشكلة"، منها على وجه الخصوص أمراض الأوعية الدموية، وتصلب الشرايين، وأمراض القلب والأزمات القلبية، سيما ارتفاع الضغط الدموي، وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، وكلها عوامل مؤثرة في تدفق الدم• وكشفت المنظمة العالمية للصحة أن أمراض الأوعية الدموية هي أهم الأسباب وأكثرها انتشارا لدى المصابين بالعجز الجنسي، وذلك استنادا إلى عشرات الدراسات التي أنجزتها منظمات وجمعيات مهنية مختصة• في السياق ذاته، تحدث خبراء المنظمة بإسهاب عن مرض السكري، وهو المرض المزمن الذي يمكن أن يؤدي إلى تلف الأعصاب وتلف الأوعية الدموية المغذية للجهاز التناسلي الذكري• وتكشف المنظمة العالمية للصحة أنه من بين كل ثلاثة رجال مصابين بمرض السكري المزمن، اثنان منهم يصابان بضعف جنسي• إضافة إلى ذلك، يصنف الأطباء المختصون الأمراض العصبية ضمن مسببات العجز، بالحديث عن إصابات في النخاع الشوكي، والتصلب المتعدد للأعصاب، وتلف الأعصاب الناتج عن مرض السكري أوالإدمان على الكحول، أو الاضطرابات الهرمونية، إذ يمكن أن تؤدي المستويات المنخفضة من هرمون" تيستوستيرون" إلى الإصابة بالضعف الجنسي• علاوة على ذلك يكشف خبراء الصحة أن العمليات الجراحية المتعلقة بسرطانات القولون والمستقيم والبروستاتا، والعلاج الإشعاعي والأوعية الدموية قد تتسبب في هذا المرض الذي ظل من الطابوهات في الجزائر، إضافة إلى التأثيرات الجانبية لبعض الأدوية• كما يصنف مختصو المنظمة الأسباب المتعلقة بأسلوب ونمط المعيشة ضمن مسببات العجز، من ذلك التناول الشره والمفرط للكحوليات الذي من شأنه أن يقلل على الفور من قوة الانتصاب، ويؤدي الى تلف الأعصاب وتغير في انتظام الهرمونات• وكانت وزارة الصحة والسكان، قبل سنة ونصف، منحت لمخابر "ايلي ليلي" الأمريكية الترخيص لتسويق دواء "سياليس" الذي يوصف لمعالجة مرض الضعف أوالعجز الجنسي، فيما كانت الولاياتالأمريكيةالمتحدة شرعت في تسويقه في نوفمبر 2003، وفي أوروبا تقرر الترخيص لتسويق الدواء في نوفمبر 2002، وسوّق في أكثر من 60 دولة• وعرف دواء "سياليس" إقبالا كبيرا في دول المشرق العربي، وذلك بالنظر إلى الحملات الإعلامية والتحسيسية التي رافقت الدواء•