كشفت دراسة خليجية حديثة أعلن عنها في الإمارات أن النساء العربيات، أكثر عرضة للإصابة بالنوبات القلبية من الرجال، لأسباب عدة أهمها أنهن أطول عمرا من الذكور. قال د. وائل المحمدي رئيس جمعية القلب الإماراتية المشاركة في الدراسة ان ''طول عمر النساء في المنطقة، هو السبب المؤدي للإصابة بالأمراض القلبية ومضاعفاتها''، موضحا أن ''متوسط عمر المرأة في الخليج والدول العربية 60 عاما، وبذلك هي تزيد في عمرها عن الرجل بعشر سنوات، وتقدمها بالعمر يصيبها بأمراض السكري وضغط الدم، ومضاعفاتها''. وذكر أن ''المرأة العربية تصاب بالأمراض القلبية، ولا تذهب للمستشفى إلا متأخرة جدا، لأنها تهتم ببيتها وأبنائها، وإذا اشتد المرض بقسوة عليها توجهت للطبيب، ما يصيبها بمضاعفات قلبية خطرة، قبل البدء في علاجها''. وأضاف ''المرأة العربية أكثر إصابة بالبدانة، ويصاب كثير منهن بالسكري، وبعد دخولهن سن اليأس يقل تأثير الهرمونات الحامية لهن، لذلك يصبن بالأمراض القلبية''. وأشار المحميد الى ان الدراسة الاستقصائية التي حملت عنوان ''المدونة الخليجية لحالات الإصابة بمتلازمة الشريان التاجي الحادة''، انتهت الى أن ''النساء ببلدان المنطقة أكثر عرضةً من الرجال للوفاة في المستشفيات، بمعدَّل الضعف، بعد الإصابة بنوبة قلبية''. ورصدت الدراسة معدَّلات وفيات 8166 من الذكور والإناث ممَّن أُدخلوا المستشفيات بسبب متلازمة الشريان التاجي الحادَّة، وهو التعبير العام المُستخدم لوصف مجموعة من الأمراض تشمل النوبة القلبية والذبحة الصدريَّة غير المستقرة. وكشفت الدراسة أن النساء اللواتي أصبن بنوع معيَّن من النوبة القلبية كنَّ أكثر عرضةً من الرجال للوفاة بمعدَّل 75,1 مرة بعد إدخالهن المستشفيات، لأسباب عدّة من بينها التأخر في التشخيص، والإخفاق في وصف عقاقير أمراض القلب والأوعية الدموية الملائمة، وعدم القيام بالتدخلات الضرورية اللاحقة للإصابة بالمتلازمة. وقال وهو ممثل الإمارات في الدراسة ''ارتفاع معدَّل وفيات المستشفيات بين النساء المصابات بالأمراض القلبية مقارنةً بالرِّجال مبعثُ قلق في الأوساط الطبية الإقليمية''. وأضاف قائلاً: ''تؤكد هذه الدراسة المهمة الحاجة الملحة إلى توجيه الجهود الطبية نحو تشخيص الأمراض القلبية بالدقة اللازمة، وحاجةً مماثلةً لتدريب الكوادر الطبية غير المختصة على رصد أعراض ومؤشرات تلك المتلازمة بين النساء في الوقت المناسب، ولاسيما أنها تختلف عن تلك التي تظهر عند الرجال. وبطبيعة الحال، فإنَّ التشخيص المبكِّر له أهمية حاسمة إذا ما أردنا أن تكون التدخلات العلاجية اللاحقة للإصابة بهذه المتلازمة ناجعةً''. وتشمل الأعراض والمؤشرات التقليدية للنوبة القلبية ألماً حاداً في الصَّدر على امتداد الكتف والذراع الأيسرين، وضيق في التنفس، ويمكن تشخيص النوبة القلبية باستعمال مُخطِّط القلب الكهربائي أثناء الراحة أو خلال ممارسة التمارين الرياضية. غير أن النساء يعانين أعراضاً غير قياسية، مثل ألم في منطقة الصَّدر يبدو عضلياً ومقروناً بخفقان شديد في القلب وحالة من الدوار، ولضمان دقة تشخيص متلازمة الشريان التاجي الحادَّة، لابد من الاستعانة بأجهزة تصوير القلب، مثل تلك المبنية على الموجات فوق الصوتية، بعد اختبار الإجهاد. وختم الدكتور المحميد تعليقه بالقول: ''تثبت الدراسات المتتابعة صعوبةَ تشخيص متلازمة الشريان التاجي الحادَّة بين النساء مقارنةً بالرِّجال، وهذا يستلزم من الأطباء أن يناقشوا بصراحة تامة حالة القلب عند تقييم المريضات وإجراء الاختبارات ذات الصِّلة. كما يتعيَّن على النساء أيضاً أن يكنَّ على دراية بأعراض أمراض القلب، وألا يتوانَيْن عن استشارة أطبائهن عند الضرورة''.