تدعم من الحكام وتختارهم الشعوب لضبط فتوى واحدة تراعي الظروف وأعراف كل دولة. حذر الداعية الإسلامي السعودي، عائض عبد الله القرني، من بلوغ درجة كبيرة من الضعف والاختلاف بين الحركات والتوجيهات العربية والتي انتقلت حتى داخل الدول الغربية بدلا من نشر الرسالة في عواصم أوروبية وأقحمت الطوائف في مسائل أدت إلى تشتت الإسلام بدلا من جمعه، ملحا على ضرورة التوجه بالخطاب التصالحي للأئمة والابتعاد عن الخطب الحزبية والمؤسساتية. وقد استنكر الداعية، خلال المحاضرة التي ألقاها يوم أمس بالجامعة الإسلامية في قسنطينة، حول دور العلم في نصرة الأمم بمناسبة الاحتفاء بشهر الأنوار، شهر نصرة النبي صلى الله عليه وسلم، بعض الفتاوى التي يصدرها بعض المفتين في مختلف الفضائيات، مشيرا إلى فوضى في الافتاء إلى جانب انعدام المستوى العلمي المطلوب لهؤلاء المفتين وغياب التخصص في الافتاء. كما أشار الداعية إلى تقصير العلماء في إيصال المعلومات والتوضيح الدقيق، الأمر الذي أدى إلى ظهور الإرهاب والتطرف داخل المجتمع الإسلامي، إضافة إلى أن هذه الظاهرة، مثلما قال، تقف خلفها أسباب علمية ونفسية، وتهميش وعنف أسري يجب تحميل مسؤوليته كل الفئات، انطلاقا من الفرد ووصولا إلى الحكومات. وقد تحدث عائض القرني، في سياق الموضوع، عن تجربته في السعودية داخل السجون وحواره مع 7 آلاف إمام مسجون معارضين للنظام، حيث كشف أن 3/2 من هؤلاء الأئمة تم إقناعهم فيما بقي ثلثهم على رأيه. كما أثنى على الشعب الجزائري، وقال إن كل هيئاته وفئاته تابعته خلال زيارته الأولى للجزائر وبكل اهتمام، عكس بعض الدول العربية التي رفضت حتى استقباله. وعن النشيد الجزائري، فقد صرح أنه تأثر به جدا خلال قراءته في السعودية وقد طالب قناة "المستقلة" بإرسال نسخة له. وقد ألقى قصيدتين ارتجاليتين حول مدينة قسنطينة والعلامة عبد الحميد بن باديس في قاعة المحاضرات الكبرى بالجامعة، قائلا إنه درس سيرة العلامة والثورة التحريرية بالجامعة. وتحدث الداعية في محاضرته عن ضرورة العلم وأخذ المعرفة لتحقيق الحياة الطيبة وبقاء الأمة وتخطي أسوار الجهل، مؤكدا أن القوة في التاريخ الإسلامي تحققت بقوة علماء العصر وقد أخذ الغرب منها الكثير قبل أن تندثر مع مشكل العزوف عن القراءة والخيانة في نقل المعلومات.