الداعية الدكتور عائض القرني من قسنطينة: الإسلام له خِطَابٌ مُوَحَّدٌ لا هو طائفي ولا هو حزبي انتقد الداعية الدكتور عائض القرني الفتاوى التي يصدرها بعض الأئمة، والتي ألغت الأمة الإسلامية من الخريطة، وحلّلت الدماء وأشادت بالفتنة، مؤكدا أن الإسلام دين العفو والتسامح، له خطاب موحّد للأمة جمعاء. وتطرق الداعية عائض القرني في جلسة علمية عقدها بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية، أمس الثلاثاء، رفقة بعض الدعاة منهم (يحيى حمد الحمداني، محسن سراج الزهرتني وعبد الرحمن القحطاني)، إلى قضايا عديدة تخص المسلمين ووضعهم الحالي في العالم الإسلامي، والتي تعود أسبابها إلى ترك المسلمين العلم والقراءة والعبادة، وقال القرني إن الغرب كانوا ومازالوا أكثر قراءة من المسلمين، ونجدهم كما قال يقرأون في كل مكان: في القطار، والطائرة وحتى في الشارع، وتخطوا أسوار الجهل، في الوقت الذي ركن فيه المسلمون إلى السلبية وإلى الصّراعات المذهبية والخلافات داخل الحركات الإسلامية التي زادت من تشويه صورة الإسلام. وأوضح القرني قائلا: "إننا كأمة إسلامية، نتحمّل مسؤولية هذه الخلافات والصراعات، لأننا نحن الذين نقلناها إلى الغرب ونشرنا غسيلنا عبر القنوات الفضائية وأغفلنا أن الإسلام دين العفو والتسامح وجامع للأمة العربية، له خطاب موحّد يدعو إلى الوحدة الإسلامية، فلا هو حزبي ولا هو طائفي". وتطرق القرني في سياق حديثه عن جهود الدولة الجزائرية في توحيدها خطاب السلم والمصالحة الوطنية التي تدعو إلى الإعتصام لا التفرقة، لاسيما والجزائر تعيش مرحلة هامة، وهي إشارة منه إلى الإستحقاق الرئاسي من أجل استكمال مشروع المصالحة الوطنية وبرنامج التنمية الشاملة. واعتبر القرني القراءة والبحث المعرفي والرسوخ في العلم، من المسائل المهمة التي دعا اليها الإسلام الحنيف. ورغم أن المسلمين عكفوا على التحصيل العلمي، إلا أنهم أهملوا جانب "التخصص" العلمي، فضعفوا ووهنوا، وبعضهم خانوا في العلوم الشرعية وزوّروا التاريخ، فأصبح لدى الأمة الإسلامية ضعفاء علم لا يعرفون المسائل الشرعية، بنشرهم فتاوى ليست من الإسلام، عبر القنوات الفضائية ويدعون إلى التكفير والتجريم والتحريم والذبح والتطرف الأعمى الذي أدخل الأمة الإسلامية في فوضى وسيل من الدماء. وأشار إلى وجود 7000 إمام كانوا داخل السجون بسبب تطرفهم وغلوهم في إصدار الفتاوى، ثلثان (2/3) منهم يتراجعون عن فتاواهم بعدما أدركوا أن تقديم الحجة والبرهان في مختلف القضايا لا يكون بالتعصب للرأي، وما يزال ثلث الأئمة داخل هذه السجون. وقال القرني إن خيانة الكلمة والقلم كبيرة عند الله ويحاسب عليها صاحبها يوم القيامة، وقارن المحاضر بين الأستاذ في الغرب وبين الأستاذ في دولنا العربية، الذي بمجرد إحالته على التقاعد، تجده ينزوي في بيته أو في المقاهي، عكس الأستاذ في الغرب الذي يحترم تخصصه ويتفرغ للبحث والإبداع وتحويل تجربته العلمية والمعرفية إلى الأجيال.