أكد مراد مدلسي، وزير الشؤون الخارجية، أن الجزائر حققت عودة قوية على الساحة الدولية منذ سنة 2000 بفضل دبلوماسيتها بكل ما تحمله من أبعاد سياسية واقتصادية، وأن الجزائر أصبحت مستعدة أكثر من أي وقت مضى لمواجهة التحديات التي هي في مستوى طموحاتها وإمكانياتها. وأشار وزير الشؤون الخارجية، خلال الندوة المنعقدة بالمدرسة الوطنية للإدارة التي حملت عنوان" دبلوماسية واقتصاد .. إنجازات الجزائر"، يوم الأربعاء المنصرم، إلى أن تعزيز هذه العودة الى الساحة العالمية يتدعم بنجاح سياسة المصالحة الوطنية والسياسة التنموية التي تدفع الجزائر إلى التمسك بالتعاون الدولي والعمل على التنمية الشاملة مع الجميع في مختلف الميادين من أجل عالم أفضل، مضيفا أن الأداء الجيد للاقتصاد الوطني والتسيير المعقول للموارد عنصرين هامين للحماية، مكنت الجزائر من الظهور على الساحة العالمية من خلال 17 اتفاقا للتسديد المسبق للديون والعلاقات المتطورة والمتنوعة مع مختلف الدول كانت غائبة عن اقتصاد الجزائر قبل 2000. وقدم وزير الخارجية أرقاما ومعطيات ساهمت في التطور الذي عرفته الجزائر منذ 2000 كارتفاع الناتج المحلي الخام خارج المحروقات من 2.3 إلى 6.1 بالمائة، ونقل حجم المديونية الخارجية إلى نقطة الصفر سنة 2008 وهي أدلة كافية على التسيير المدروس والعلمي لأمور البلاد. وأشار الوزير، في سياق حديثه عما تحقق على المستوى الاقتصادي، إلى الاستثمارات الأجنبية المباشرة التي أصبحت من أسباب التنوع الاقتصادي الذي تعرفه الجزائر والتي بلغت حوالي 47 مليار دولار من إجمالي الاستثمارات المختلفة المقدرة ب 250 مليار دولار، هذه الإيجابيات قال عنها الوزير أنها جاءت بعد التحسن الكبير للشروط المتاحة للمستثمرين، وما التراجع المستمر لمفهوم الخطر الذي كانت تصدره مختلف الهيئات المختصة إلا اعترافا خارجيا على حسن التسيير. ودافع وزير الخارجية أمام الحاضرين عن الإصلاحات التي يشهدها الاقتصاد الوطني وكذا الإجراءات المتخذة لحماية البلاد بعد الحديث الذي عرفه هذا الموضوع، معتبرا أن ذلك ليس من أجل الابتعاد عن الهدف الذي تسعى إليه الجزائر والمتمثل في تنويع اقتصادنا خارج المحروقات.