وأفاد أحد عناصر الجماعة الإسلامية المسلحة "الجيا" في روايته لتفاصيل اختطاف المغني ا القبائلي معطوب الوناس ل"الفجر"، أن هذا الأخير عرض على الجيا مساعدتها إعلاميا، كما تنازل للأمير مقران آيت زيان عن سلاحه من نوع مسدس "موزار" الألماني، وذلك خلال مأدبة عشاء أقامتها عائلة معطوب بإقامتها على شرف وفد من عناصر هذا التنظيم، 15 يوما بعد إطلاق سراحه. كما أكد نفس المصدر أن قادة "الجيا "رفضوا ولأول مرة إصدار بيان تبني عملية الاختطاف حفاظا على استقرار منطقة القبائل. تمكنت "الفجر" من الحصول على تفاصيل نادرة من حادثة اختطاف مغني المنطقة القبائلية معطوب الوناس من قبل الجماعة الإسلامية المسلحة، في سبتمبر 1994 من إحدى حانات منطقة تاخوخت بتيزي وزو، حسب رواية لأحد العناصر المشاركة في العملية، والذي استفاد من قانون الرحمة أواخر 1998. واستنادا إلى نفس المصدر فإن عملية اختطاف معطوب الوناس كانت مصادفة ولم يبرمج لها، حيث عثر عليه 15 عنصر من كتيبة الفتح كانوا في حملة مداهمة وإتلاف حانات منطقة تاخوخت بتيزي وزو تحت قيادة الأمير مقران آيت زيان، وفي آخر حانة تم العثور على معطوب الوناس، وتم اقتياده على متن سيارته من نوع مرسيدس البيضاء اللون، والتي تم إرجاعها إلى منطقة تاخوخت بعد فترة زمنية قصيرة حتى لا تتمكن قوات الأمن من اكتشاف مركز كتيبة الفتح بأعالي جرجرة. ومن التفاصيل الجديدة التي لا يعرفها الرأي العام حول حيثيات اختطاف معطوب الوناس سنة 1994 حسب نفس المصدر، هو أن الجماعة الإسلامية المسلحة، لأول مرة، لم تصدر بيانا تتبنى فيه عملية الاختطاف حفاظا على استقرار منطقة القبائل، خاصة وأن المعني منطقة مؤثرة جدا في الأوساط القبائلية، كما عمل مسؤولوها استنادا إلى نفس المصدر على عدم تمكين معطوب من الاطلاع على بيانات التنديد التي كانت تصدرها أحزاب سياسية، خاصة الأرسيدي والأفافاس وكذا جمعيات ثقافية وفنية من داخل الوطن وخارجه. وحسب نفس المصدر فإن عائلة معطوب أقامت مأدبة عشاء على شرف عناصر كتيبة الفتح الذي احتجزته لمدة 17 يوما، أسبوعين بعد إطلاق سراحه، بمنزلها الكائن بقرية "تاوريت نموسى" بمنطقة بني دوالة بتيزي وزو، وحضر المأدبة، حسب نفس المصدر، 10 أفراد من عناصر الكتيبة، بالإضافة إلى معطوب الوناس ووالدته "نا علجية" وشقيقته مليكة، وبهذه المناسبة تنازل معطوب عن قطعة السلاح التي كانت بحوزته يوم احتجازه؛ مسدس من موزار الألماني (9 ملم) لأمير الكتيبة "مقران أيت زيان". وحسب معطوب فإن المسدس ورثه عن جده. كما عرض معطوب الوناس، في بيته، على أمير الكتيبة، حسب ذات المصدر، خدمات إعلامية لصالح الجماعة الإسلامية المسلحة "الجيا"، منها إبراز أهدافها والدفاع عن مواقفها باستغلال شبكة علاقاته في الوسط الإعلامي الداخلي والخارجي، كما وعد باتباع نفس المنهج في الأوساط المؤثرة في منطقة القبائل. وشرع المرحوم في تطبيق هذه الخدمة مباشرة بعد إطلاق سراحه من خلال مقابلاته الإعلامية التلفزيونية مع عدد من القنوات الفرنسية، حيث لم يذكر تنظيم "الجيا" الذي كان وراء العملية بأي سوء. أمير المنطقة: مقران آيت زيان من تيزي وزو الضابط الشرعي للمنطقة: أبو الدحداح من تيزي وزو أمير الكتيبة (الفتح): عبد الفتاح، من منطقة بني عمران أمير السرية: عبد العزيز من منطقة بني عمران الضابط الشرعي للسرية: عاشور من العاصمة - تم القضاء على أمير المنطقة في نهاية 1996 بالمدينة الجديدة بتيزي وزو رفقة عدد من مساعديه، وكان معه المسدس "موزار". - بعض من منتسبي كتيبة "الفتح" كانوا يعرفون أغاني معطوب، وقد طلب أحدهم وهو المدعو أبو عبد الحق "الشينوي" من معطوب أن يغني له أغنية، غير أن مسلحين آخرين طلبوا منه عدم الاستجابة لطلب "الشينوي" حتى لا يثير غضب أو استياء الأمير، "لأن الغناء حرام". - ازدادت شهرة كتيبة "الفتح" بعد حادثة اختطاف معطوب، فقد كانت في البداية تتشكل من 25 عنصرا، وبلغ عددها بعد أيام من العملية أكثر من 70 مسلحا. - سئل معطوب عن أغنية "الرب والدومينو"، فرد قائلا أنه لم يمن يقصد رب العالمين، بل رب البلاد، والأغنية موجهة لرئيس البلاد - آنذاك - الشاذلي بن جديد.