خصصت الأسرة الرياضية لمنطقة القبائل، أمس، استقبالا مميزا للمترشح الحر للانتخابات الرئاسية، عبد العزيز بوتفليقة، وقد نجح نجوم الرياضة المنحدرين من المنطقة، وفي مقدمتهم، شبيبة القبائل وعلى رأسها مدربها محند الشريف وعلي فرفاني وكريم مدان في حشد الآلاف من الشباب القادمين ليس فقط من ولاية تيزي وزو وإنما أيضا من بجاية وسطيف وخراطة وبومرداس. وقد دشن بوتفليقة استقباله الشعبي الذي احتضنه شارع علي رابية بلقاء مع والدة الملاكم السابق لوصيف حماني، المجاهدة "يسمينة حماني" التي قدمت له باقة من الزهور. واختارت مديرية الحملة الانتخابية لبوتفليقة، آيات قرآنية لافتتاح التجمع الشعبي المنظم بدار الثقافة مولود معمري. وشكلت المصالحة الوطنية والأمازيغية النقطتان المحوريتان في خطاب المترشح، الذي جدد النداء للجماعات المسلحة لتطليق لغة السلاح والرجوع إلى أحضان الشعب الجزائري بفضل تدابير الرحمة وفرص التوبة المتاحة في ميثاق السلم والمصالحة الوطنية "لأننا لن نعيش في الإرهاب والخوف ولن نستسلم، ولو كنا من المستسلمين لاستسلمنا لفرنسا". وخلص في هذا السياق للقول "إن الله يمهل ولا يهمل". كما اعتبر المترشح، لأول مرة ضحايا الربيع الأسود شهداء وتبرأ بوتفليقة، أمام سكان تيزي وزو، من ضلوعه في الأحداث التي شهدتها المنطقة خلال 2001، ووصفها "بالتراجيديا"، وواصل أنه "عندما أخطئ اعترف بالخطأ، كما أنني لم أطعن أحدا في الظهر، وهو ما يجعلني أموت بسلام". وأكد المترشح أنه لا يمكن الحديث عن منطقة القبائل بشكل منفصل، لأنها جزء لا يتجزأ من الجزائر، لأن الوحدة وعدم التمييز هي القاسم المشترك لكل الجزائريين. ووعد المترشح سكان المنطقة ببرنامج تنموي طموح، موضحا أن المشكل ينحصر في قلة الأراضي العمومية، ووجه دعوته للسلطات المحلية لحل هذا الاشكال قصد إنجاز مؤسسات تربوية وصحية وجامعية في السنوات الخمس القادمة. وتفاعل المترشح مع الجو الحماسي للقاعة، التي كرر المتواجدين بها مرارا "أسا أزكا بوتفليقة يلا يلا". أي بوتفليقة اليوم وغدا. وهو ما جعل الرئيس المترشح يقول: "اشحنوا البطاريات أنتاعي كانوا فراغين شويا". والمسجل هو أن شارع ولاية تيزي وزو ميزته الحيوية والحماس خلال رئاسيات 2009 مقارنة برئاسيات 2004، لأن منطقة القبائل كانت لاتزال لم تستفق بعد من الأزمة التي عصفت بها في ربيع 2001 ببلدية بني دوالة لتمتد شرارتها فيما بعد إلى كل الولايات المجاورة. واعترف بوتفليقة أمام أنصاره أنه لم يأت لإلقاء خطابه الانتخابي، بقدر ما أتى لجس نبض سكان ولاية تيزي وزو، مخيرهم بين الاستمرارية لبرامجه أو تزكية مترشح آخر. وفي سياق متصل، قال محند شريف حناشي، وهو يتأهب لاستقبال المترشح، أنه اختار هو وأتباعه من الرياضيين، عبد العزيز بوتفليقة، رغبة في تنمية منطقة القبائل وتطويرها وأن ينعم سكانها بالأمن والاستقرار، وهو نفس الموقف الذي عبر عنه عمارة بن يونس، رئيس حزب التجمع الديمقراطي الجمهوري، المنحدر من نفس المنطقة، مواصلا أنه يرغب في حصول تغيير حقيقي بمنطقة القبائل التي ظلت لسنوات مسرحا لحسابات سياسية. مبعوثة الفجر إلى تيزي وزو: شريفة. ع