لقد أجمع الكل على نجاح زيارتي المترشح الحر عبدالعزيز بوتفليقة لولايتي بجاية وتيزي وزو، بعد تخطي شبح التهديد بالتشويش على الزيارتين من طرف نشطاء حركة العروش، حيث أدار سكان منطقة القبائل ظهرهم لنداء المقاطعة الذي وجهه حزب حسين آيت أحمد، وقرار حزب سعيد سعدي القاضي بعدم المشاركة في معترك الرئاسيات المقبلة، وقد أقر الرئيس المترشح بنجاح زيارته وبفرحته للاستقبال الذي حظي به من قبل سكان ولايتي بجاية وتيزي وزو، حيث وصف عبد العزيز بوتفليقة زيارته للمنطقة بالتاريخية، كما عبر عن احساسه بالفرحة قائلا: اليوم يمكنني أن أموت مطمئنا، وأضاف إنها لحظة تاريخية هذه التي أعيشها بينكم؛ وأود أن أعبر لكم عن ابتهاجي بوجودي معكم. وقد اختار طاقم حملة الرئيس المراهنة على شخصيات فاعلة بالمنطقة لقيادة حملته، حيث أسند هذا الدور بولاية تيزي وزو لولد علي الهادي القيادي السابق في حزب الدكتور سعيد سعدي والمسؤول عن الحركة الثقافية البربرية والحركة الجمعوية لحزب الإرسيدي على المستوى الوطني، بالاضافة إلى إشراك شخصيات أخرى لا تقل أهمية مثل رئيس فريق شبيبة القبائل محند شريف حناشي ومن صنعوا أمجاد الشبيبة مثل مدان حكيم وعلي فرفاني، بالاضافة إلى نجم الملاكمة الجزائرية لوصيف حماني، ونجل الكاتب مولود فرعون. كما أسندت قيادة الحملة الجوارية لعدة شخصيات فاعلة أخرى على مستوى بلديات ودوائر الولاية مثل نجل المجاهد محند أولحاج الذي يقود حملة الرئيس بدائرة بوزفان، وهي نفس الأجواء التي تعرفها ولاية بجاية حيث شاركت شخصيات فاعلة بالمنطقة في استقبال الرئيس وتنشيط حملته من أجل الرئاسيات المقبلة، وقد كان أول حدث ميز الحملة الانتخابية بولاية بجاية استقبال عبد العزيز بلخادم لعلي غربي الناشط في حركة العروش ومسؤول ما سمي باللجنة الشعبية للقصر، حيث تبادل معه أطراف الحديث واعتبر بلخادم حضور نشطاء من حركة العروش لتجمعه الشعبي بمثابة موقف سياسي حاسم مفاده أن العروش ليسوا ضد الانتخابات الرئاسية حسب بلخادم. ومن جهته وجه النائب الحر مزيان بلقاسم الذي طاله قرار الاقصاء من حزب الدكتور سعيد سعدي نداء لسكان ولايته يحثهم فيه على المشاركة المكثفة في انتخابات 9 أفريل المقبل لتكسير احتكار الأفافاس والارسيدي للمنطقة، ولقد برر القيادي السابق في حزب سعدي موقفه بإشراك منطقة القبائل في ركب التنمية وتحريرها من قبضة الأفافاس والارسيدي الذين جعلا منها رهينة. من جهة أخرى حاول جمال ولد عباس وزير التظامن الوطني إقحام النائب جمال فرج الله في ساحة الحملة الانتخابية أثناء الزيارة الميدانية التي قادته لولاية بجاية، حيث أقدم على توجيه الدعوة للنائب المفصول من صفوف الأرسيدي، جمال فرج الله، لتسليم قرار استفادة فريق مولودية بجاية من حافلة، ودعاه كنائب للأرسيدي رغم أن جمال فرج الله قد طرد من حزب الدكتور سعيد سعدي، وهو ما اعتبره الملاحظون بمثابة مغازلة للنائب فرج الله قصد إدخاله في قطار الحملة الانتخابية لصالح الرئيس المترشح. فهل ستظل منطقة القبائل من أكثر المناطق التي ستشهد ارتفاع نسبة مقاطعة الناخبين لصناديق الاقتراع، أم أن مرور الرئيس بها واعتماده خطابا تصالحيا سيغير من النهج السياسي التقليدي الذي سلكته المنطقة منذ عقود؟