أكد وزير الصناعة وترقية الاستثمارات حميد طمار، أول أمس بعنابة، بأن الإنعاش الاقتصادي الحقيقي يرتكز على ضرورة بناء اقتصاد خارج المحروقات، وأوضح طمار خلال تنشيطه لمحاضرة بعنوان "واقع وآفاق الاقتصاد الجزائري" - نظمت في إطار لقاء نظمته جمعية النساء المقاولات - بأن الإستراتيجية التي حددتها الدولة لبعث اقتصاد متنوع لا تعتمد على الثروات الزائلة، بل ترتكز على ترقية الاستثمار المولد للثروة والتصحيح الهيكلي للنظام الاقتصادي العمومي وتشجيع الاختراع وتحقيق التوازن الجهوي والتنمية الشاملة. وأضاف طمار بأن بلوغ هذا المستوى من النضج الاقتصادي لم يكن ليتحقق لولا حرص الدولة على تهيئة ظروف وشروط الإنعاش الاقتصادي الحقيقي، الذي يقوم على أساس توفر الاستقرار والسلم والتلاحم الاجتماعي، مذكرا بما تحقق خلال العشرية الأخيرة من استعادة الاستقرار بالبلاد وتوفير الأجواء لشراكة اقتصادية مع الخارج، فضلا عن الإصلاحات الهيكلية التي تطلبها نهج الإنعاش الاقتصادي من خوصصة مؤسسات وإصلاح النظام المصرفي وتسوية مسألة العقار الصناعي. وبالموازاة مع الإستراتيجية الرامية إلى بعث اقتصاد خارج المحروقات، أوضح طمار بأن سياسة الإصلاحات لم تكتمل بعد داعيا كل الفاعلين في الحياة الاقتصادية إلى الإسهام بفعالية في تنظيم السوق وإصلاح دواليب الإدارة . كما أشار طمار لدى تطرقه إلى الأزمة الاقتصادية العالمية إلى أن الاقتصاد الجزائري يستخلص الدروس من آثارها السلبية من خلال تعزيز ملكية الدولة للمؤسسات المالية الإستراتيجية وتعزيز ودعم المؤسسات الناشطة بقطاعات إستراتيجية على غرار البتر وكيمياء والأدوية والصناعات الغذائية ومواد البناء وقطاعات نشاط أخرى، مؤكدا على ضرورة استكمال نهج تأهيل المؤسسات العمومية والخاصة ودعمها بآليات وشروط الإنعاش من خلال المرافقة التقنية الضرورية للتأهيل.