يوجد بوهران أكثر من 51 فندقا مهددا بالانهيار، تغيب عنها كل شروط الاستقبال المطلوب، وهو ما يطرح الكثير من الأسئلة مع حلول موسم الصيف، وتأهب آلاف الجزائريين لرحلة الصيف باتجاه السواحل الغربية• سجلت مديرية السياحة العديد من النقائص بالقطاع الذي لا يزال يتخبط في مشاكل مختلفة، رغم تبني الوزارة سياسة التنمية المستدامة ورصدها أغلفة مالية ضخمة، إلا أن الواقع بولاية وهران لا يعكس ذلك أمام تدهور وضعية الفنادق التي أصبحت تتطلب الكثير من الصيانة والترميم لإعادة تأهيلها وفق مقاييس دولية• كما تعاني الولاية من نقص في الإيواء، حيث تتوفر الحظيرة الفندقية بالولاية على 130 فندق، منها أزيد من 51 فندقا في حالة مهترئة، بالإضافة إلى أن الخدمات المقدمة للسياح والمواطنين تبقى دون المستوى المطلوب، ومعدومة في كثير من الأحيان لغياب تكوين عمال القطاع في مدارس سياحية• وأوضح مدير السياحة أن تقويم القدرات السياحية الاستجمامية في أية ولاية لا يمكن أن يكون إلا بمشاريع مهيكلة ذات طابع استمراري، منها تهيئة وإنجاز الطرقات، وكذا توسيع شبكة السكة الحديدية بين وهران والجزائر ضمن الخطوط السريعة والعادية، مع عصرنة المطار وإنجاز ترامواي، وكذا صيانة شبكة صرف المياه القذرة وشبكة تحلية مياه البحر للمقطع من أجل التزويد المستمر للهياكل السياحية بالمياه الصالحة للشرب• ورغم المبالغ الضخمة التي رصدتها الولاية ضمن برامج مقدرة ب 5,93 مليون دج كمخططات البلدية لتنمية الموسم السياحي لغلاف مالي قدر ب 208•128 مليون دج، إلا أن هناك مشاكل عديدة لا زالت مطروحة، خاصة قضية النظافة بالشواطئ، وكذا تهيئة حظائر لوقوف السيارات، ومنع تدفق المياه القذرة بالشواطئ• وهي قضايا تطرح بحدة في وقت وصلت إيرادات من مداخل موسم الاصطياف إلى 00,350•087•15 دج سنة 2008، والتي كان يرتقب أن تكون أكثر من هذا، إلا أنه أمام الوضعية المزرية التي آلت إليها شواطئ الولاية، وكذا المرافق السياسية، فإن الكثير من المواطنين والسياح أصبحوا اليوم يغيرون وجهتهم باتجاه شواطئ الولايات المجاورة، كشاطئ صبلات بمستغانم وشاطئ مرسى بن مهيدي بولاية تلمسان، حيث الهواء الجميل والطبيعة الخلابة، بعيدا عن كل النقاط السوداء التي باتت تسجل بشواطئ وهران التي أصبحت تعمها الفوضى مع كل موسم اصطياف في غياب المصالح المختصة• وتبقى مفتشيات مديرية السياحة غائبة عن أداء دورها من أجل النهوض بقطاع السياحة، خاصة وأن الكثير من الدول العربية أبدت نيتها في الاستثمار عبر برامج ضخمة من أجل ترقية المنتوج السياحي الذي لازال يعاني الإهمال والتهاون واللامبالاة من قبل المشرفين على القطاع، ورغم المناظر الطبيعية الخلابة إلا أنها تبقى خالية من الزوار والسياح لعدم توفر المناخ الحقيقي لتأهيلها لصالح المواطنين الذين ينددون بغياب الأمن، وكذا الأماكن الاستجمامية التي أصبحت مهملة بعدما تحول الكثير منها إلى مفرغات عمومية•