استمتع عشاق المسرح مع نهاية الأسبوع بدار الثقافة عمر أوصديق بالعرض الشرفي لمسرحية ''نساء لوركا'' من خلال الأداء الجيد لطالبات جامعيات دخلن الركح لأول مرة حيث غُصن بمخيلة الحضور في عالم أفكار الشاعر الإسباني غارسيا لوركا ومحاربته للصراعات الأزلية لشخصية المرأة الضعيفة من جهة، وكذا عبودية المرأة للمرأة• المسرحية عبارة عن تراكيب شعرية للمخرج المعروف بهذه التقنية عبد الناصر لاف، والإنتاج لمديرية الخدمات الجامعية لولاية جيجل، مع مساهمة الشاعر والفنان أحمد فؤاد ومان• وقد حاولت الممثلات صليحة طويطو في دور برنادرو، فضيلة كرداز في دور برما، صباح بوخوية في دور العروس، نادية منغور في دور مريانا، مريم طيار في دور أديلا، وراضية بن نوار في دور الحكيمة، إضافة إلى أدوار ثانوية لأربعة طلبة•• من معالجة خمسة نماذج نسائية مقهورة تحاول التحرر نهائيا من سلطة برناردا ألبا•• هذه الشخصية المضادة، المركبة المازوشية السادية التي هي المعادل الموضوعي للعنف والسيطرة، في حين النسوة المتبقيات مسجونات داخل غرف موصدة النوافذ والأبواب، غرف أشبه بالسجن، هيمنت عليهن برناردا ألبا بسلطتها المطلقة وقتلت فيهن كل الأحلام الجميلة، كما صرن أمامها نموذجا واحدا للحقارة والنذالة، وهن مجرد نساء عقيمات عاملات يشغلن وقتهن في الطرز•• إلى أن ينتفضن في وجهها• المسرحية قدمت باللغة العربية الفصحى، وقد حاول المخرج أن ينفي كل الجوانب السلبية الملصقة بالمرأة• كما نسجل بأن المخرج في هذه المسرحية استطاع أن يعطي اللوحات التي تعاقبت على الخشبة لأزيد من ساعة بعدا دراميا لإسقاط أفكاره على جوانب سينوغرافية ركبت بدورها إيقاعا فكريا متجانسا لتحقيق الحرية والعبور إلى الجهة الأخرى رغم التضحيات• المسرحية ستكون حاضرة في فعاليات المهرجان الوطني للمسرح الجامعي الذي ستنطلق فعالياته هذا الأسبوع بجامعة تلمسان، أين يعول طاقمها على افتكاك عدة جوائز نظرا لمستواها الراقي التي ظهرت به في أول عرض شرفي لها بدار الثقافة في جيجل•