منذ أفريل الماضي بدأ السجال بين الطبقة السياسية والأحزاب حول موضوع تعديل الدستور، واحتاجت البلاد لأن تحسم الأمر بعد ستة أشهر من الإنتظار•• وتم تغيير الدستور في 06 دقيقة وبعدها دخلت البلاد فيما يشبه ''البيات السياسي'' حيث تعطل كل شيء إلى ما بعد إجراء الإنتخابات الرئاسية•• حتى أن أحد الوزراء قال لزوجته ضاحكا لا يمكن أن تذهبي لزيارة أهلك إلا بعد الإنتخابات الرئاسية••! لأن الأمر يتطلب من الجزائريين أن يبقى كل في مكانه حتى تتم الإنتخابات •! هذه هي التعليمات الصارمة••! وأجريت الإنتخابات المحسومة مسبقا•• وكانت المفاجأة كبيرة ففاز الرئيس بأغلبية ساحقة ماحقة لم تكن متوقعة حتى من طرف كبار الداعين لإعادة انتخابه••! وبات رئيسا ونصف، ولم يعد حسب النتائج المعلنة كما كان رئيسا إلا ربع••! وكنا نعتقد أن يبادر في اليوم الأول لأداء اليمين الدستوري إلى إعادة تعيين الحكومة أو حتى تغييرها من أجل البدء في تنفيذ ما انتخب من أجله•• لكن ها هو أسبوع كامل يمر دون أن نعرف ماذا سيفعل الرئيس بالحكومة؟! وانطلقت ألسنة الناس تقول المعقول وغير المعقول؟! بعضهم قال: إن أويحيى ليس في حاجة إلى تقديم استقالته لأنه ليس هناك أي نص دستوري يطلب ذلك•• وذهب بعضهم إلى حد القول: إن أويحيي ينتظر من الرئيس أن يبادر بإعادة ترسميه في منصب أوتعيين غيره•• وأن أمر الإستقالة غير وارد لأن الوزير الأول ليس هو رئيس الحكومة كما كان من قبل، فالأمر لا علاقة له بالدستور•••• إنما بإرادة الرئيس وأن الرئيس ووزيره الأول هما الآن في فترة راحة بعد تعب الإنتخابات•• بل قد يكون الرئيس قد بلغ أويحيى بالبقاء في مكانه،•وأن الأمر لا يحتاج إلى إعلان صحفي•••! لكن إذا كان الأمر كذلك لماذا لا تشتغل الحكومة، لماذا لا يجتمع مجلس الوزراء أوحتى مجلس الحكومة••! بعضهم قال: إن الرئيس بوتفليقة يهوى تعذيب الوزراء ولذلك تركهم هكذا كالمطلقات في حالة العدة••! وقد تستمر العدة ثلاثة أشهر كاملة أي إلى شهر جويلية القادم•••! ومعنى هذا أننا سنضع البلاد في حالة النقطة الميتة 6 أشهر أخرى ما دام الصيف أيضا سيكون من الأوقات الميتة••! وتهكم بعضهم فقال: لماذا نعين الحكومة؟! فالبلاد يمكن أن تسير بدون حكومة••! لكن بعضهم قال: إن الأمر له علاقة بما قالته لويزة حنون من أن فوز الرئيس بهذه النسبة الواسعة هو علامة ضعف له وليس بعلاقة قوة•• والدليل أنه قد يكون واجه صعوبات في التعديل أوالتغيير الحكومي•• وأن مناورات حول موضوع الفريق الحكومي تجري الآن وعلى نطاق واسع••! أما المتفائلون من أنصار الرئيس فيقولون إن تأخر الإعلان عن الحكومة له علاقة بسعي الرئيس إلى إحداث تغييرات جذرية في الحكومة•• تطبيقا لما أعلنه من أنه سيمكن كل الجزائريين من المساهمة في بناء البلد••! هل هذه إشارة إلى إمكانية الإنفتاح على الأفافاس والأرسيدي؟! وهما الوجه الحقيقي لما هو موجود من معارضة؟! لسنا ندري؟! إستقالة أبو جرة وسكوت أويحيى ومواجهة بلخادم للمشاكل على مستوى حزبه قد يكون له علاقة بتصدع الجبهة الرئاسية التي اعتمد عليها الرئيس•• في تعديل الدستور وفي الإنتخابات والفوز بهذه النسبة••! وقد يكون الأمر لا علاقة له بكل هذا•• فقد يكون الرئيس بصدد البحث عن فريقه الحكومي بمعية أويحيى وسلطاني وبلخادم وتحت نظر أهل العزم•• وأن الأمر يتطلب تصفح أكوام الورق التي تحمل الأسماء المرشحة للإستفادة من تعاونية الحكومة في العهدة الثالثة••! لأن الفوز بالنسبة الكبيرة هذه معناه أن دعاة صناعة الفوز هم أيضا كثر والمفاضلة بينهم تتطلب وقتا من الدراسة والفرز••• وهو ما يفعله الرئيس••! لكن أحسن تعبير قرأته في هذا الشأن حول هذه المسألة هو ما قاله الصحفي شوقي عماري في جريدة ''الوطن'' حول البيضة التي عطلت الدجاجة••! فرغم أن التعبير قبل في سياق قضية أخرى إلا أنه ينطبق تماما على هذه القضية••! فبيضة الحكومة عطلت تحرك الدجاجة••! وهذا ما جعل علامة استفهام توضع حول السردوك نفسه••! فقد يكون كل هذا إشاعات •• لكن وقف الإشاعة لا يمكن أن يتم إلا بإعلان الحقيقة••! وعلينا أن ننتظر ما ستسفر عنه حكاية البيضة والدجاجة والسردوك؟!