"عطلة المفتش الطاهر"، أيقونة سينمائية نادرة الحدوث في زمن حرقة الفنك الجزائري، نحو مشرق الشمس•• فيلم مُنتج للضحك، لزعيم الفكاهة الجزائري، الحاج عبد الرحمان، أو "السبيكتور"، كما حفظته الذاكرة المحلية عن ظهر حب•• لم أتذكر هذا الفيلم الساكن فينا، على هامش ليلة الفنك الذهبي ولا أريد أن أستحضر خيبات تلك الليلة، لأنني لم أحضرها أصلا، وإنما ذكرته وأنا آيب من جنة الله في أرضه/أرضنا، مدينة القالة الطارفية، على إثر دعوة الجواد سليمان جوادي، في إطار ملتقى الطبيعة والإبداع، وما أدراك ما التقاء الطبيعة بالإبداع•• تذكرت فيلم "السبيكتور" لسببين أو بالأحرى لمشهدين في الفيلم، يلخصان وجع اللاندري الذي نجيب به عن تساؤلاتنا حول واقع السياحة في بلدنا اللّي "خسارة فينا"•• ولست هنا لسرد محاسن جنة القالة المعروفة والمتاخمة لبيت التوانسة، ولست هنا أيضا لتذكير ولد عباس بأن المغتربين الذين "مُسحت ديون" تذاكر سفرهم نحو بلدهم الأم سيغزون المدن الجزائرية في الصائفة الداخلة لسبب واحد، هو طبع قبلات على خدود أقاربهم وتأمينهم على متاعهم، قبل أن يحجوا إلى السواحل التونسية ب "الدوفيز" كله، ومع موعد عودتهم إلى ديارهم في الغربة، يدخلون من جديد إلى بلدهم الأم، التي خفضت سعر تذاكرهم، من أجل حمل متاعهم من جديد و"شَحت" بعض الكسكس والتمر وزيت الزيتون للعودة إلى منفاهم الاختياري بالطائرة الولدعباسية ذاتها•• ولكي لا أشطح بعيدا، أعود إلى المشهدين في فيلم "عطلة المفتش الطاهر"، الذي أخرجه قبل ثلث قرن المخرج موسى حداد وكتب له السيناريو "السبيكتور الطاهر"•• المشهد الأول، هو سرقة سيارة السبيكتور ولابرانتي، الجميلة والمميزة، من طرف العصابة التونسية، بعد أن سقطت السيارة "أون بان" أو بسبب "النية" الجزائرية•• والمشهد الثاني، هو استعادة الشريكين لسيارتهما مع نهاية الفيلم والدخول بها إلى الجزائر مجددا، بعد مغامرات ماراطونية أدخلتهما تونس اضطرارا، وهما اللذان كانا على موعد مع الفُرجة البوسعادية•• لو أسقطنا "الراء"، الحرف ما قبل الأخير من كلمة "سيارة" واستبدلناه بحرف "الحاء"•• كيف ننطق الكلمة••؟ نترك الحديث قياسا، ونتمنى أن يعيد السبيكتور من جديد سيارته إلى الطريق السيار الجزائري••