تتجدد الدراما في الحياة وفي الفن عبر مساراته المتعددة في الأفلام السينمائية والمسلسلات التلفزيونية، من خلال إعادة الحياة للأعمال الخالدة التي ما زالت تشكّل بصمة في ذاكرة الجزائريين. "الأمة العربية"، افترضت سؤالا أشركنا به المنتسبون للساحة الفنية، والسؤال كان: "ماذا لو أقدمت الوجوه الفنية الجزائريةالشابة على إعادة تصوير الأفلام أو المسلسلات الوطنية القديمة بنفس حواراتها وأزيائها؟"، على عدد من الفنانين الذين اكتسحوا الساحة مؤخرا، واستطلعت آراؤهم حول الأعمال القديمة التي رسخت في ذاكرتهم، وحول اختياراتهم للأدوار والشخصيات التي سيؤدونها في تلك الأعمال، لو أتيحت لهم فرصة إعادة تلك الأعمال... تابعوا * بختة "الطاكسي المخفي، فيلم لن ينسى أبدا" بدأنا استطلاعنا من عاصمة الغرب الجزائري، بالتحديد مع الفنانة الكوميدية بختة، وصرحت الممثلة الكوميدية بختة المعروفة بثلاثي بلا حدود و"بابور الدزاير"، أن العمل الخالد الذي بقي راسخا في ذهنها وكل أذهان الجزائريين هو "الطاكسي المخفي"، هذا الفيلم لن ينسى أبدا ولازلنا لحد الآن نشاهده ولن نمل منه، فالموضوع الذي أتى به وعالجه مازال لحد الآن مطروحا، أي أن نظرة المخرج وكاتب السيناريو كانت واقعية وذات أبعاد. وأشارت بختة إلى أن الممثلين في ذلك الوقت كانوا يأخذون ربع الأجر الذي نأخذه نحن، لكنهم كانوا على نياتهم ويعملون بجد ونشاط. أما من ناحية التصوير والتقنية المستعملة في أفلامهم، قالت إنها كانت بسيطة جدا، إلا أن أفلامهم كانت كلها ناجحة. ولو كنت في ذلك الزمن وأعطوا لي دورا في مسلسل أو فيلم، لتمنيت أن أجسد شخصية "لا لا عيني" في مسلسل "دار سبيطار" لمحمد ديب". مصطفى لعريبي: "عطلة المفتش الطاهر من أروع الأفلام لحد الآن" عرفه الجمهور الجزائري من خلال مسلسل "الامتحان الصعب"، مصطفى الذي افتك جائزة الفنك الذهبي بجدارة كأحسن دور رجالي من خلال المسلسل المذكور للمخرج "نزيم قايدي". صرح مصطفى ل"لأمة العربية" أن فيلم "عطلة المفتش الطاهر" من أروع الأفلام لحد الآن وعلى كل المستويات، مشيرا إلى أن هذا رأيه الخاص الذي يعتبره غير مبالغ فيه، وأضاف أنه "لحد الآن لم نر فيلما فكاهيا أو طريقة المعالجة، كما في هذا الفيلم". أما عن قلة الأجر الذي كان الفنانون يتقاضونه مقارنة مع إنتاجاتهم الناجحة، فهذا يعود إلى الإرادة التي كانت تحذوهم، وقال: "إن زمن الشاشة الفضية لن يعود إن بقيت هذه الذهنيات الحالية مسيطرة على الساحة الدرامية". وفي نفس السياق وإجابة على سألنا حول الفيلم أو المسلسل الذي تمنى أن يجسد شخصيته، قال: "المفتش الطاهر رحمه الله، لأنه بقدر ما أدخل البهجة والغبطة في نفوس الجزائريين، بقدر ما كان يربيهم بطريقة أو بأخرى". * حسان كشاش: "الأعمال الفنية التي كنا نراها في زمن مضى، اختلفت كثيرا" قال الممثل حسان كشاش الذي لعب دور مصطفى بن بولعيد في الفيلم الذي تلقى رعاية خاصة من فخامة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، والذي عرض مؤخرا للمخرج أحمد راشدي، إن هناك أفلاما كثيرة جميلة جدا، لكن صعب الاختيار وأعطى مثالا عن بعض الأفلام منها "العصا والعفيون"، "دورية نحو الشرق"، "وقائع سنين الجمر"، وغيرها، موضحا أن الساحة الفنية أنجبت عدة وجوه منهم من ماتوا مثل حسان الحساني المدعو "بوبڤرة"، أو "رويشد" والفنانة القديرة "خالتي دوجة"، ومنهم من لا زالوا على قيد الحياة مثلا الفنانة القديرة "فريدة صبونجي" الفنانة "نورية" والفنانة شافية بودراع، وغيرهم. أما عن الفيلم أو المسلسل الذي اختار منه الشخصية التي يتمنى يجسيدها، قال إن تحديد ذلك صعب، لأن الرؤية التي كنا نراها في زمن مضى اختلفت كثيرا، أي أن الأعمال الخالدة شخصياتها كلها رائعة، إلا أنه في الأخير وقع اختياره على مسلسل "الحريق" وشخصية "ديدي كريمو". وكشف حسان أن الإنسان ربما عندما يشاهد شيئا في وقته، لا يعجبه أو يعتبره شيئا عاديا، لكن ومع مرور الزمن يتحوّل إلى شيء جميل، وأضاف حسان كشاش أنه الآن يعيد الأفلام التاريخية كلها لمراجعتها. * رزيقة فرحان: "وردية أبدعت وتركت بصمة واضحة" ومن جهتها، قالت الممثلة "رزيقة فرحان" المتحصلة على جائزة الفنك الذهبي لأحسن دور نسوي في المسلسل الفاكهي "حال وأحول 01، إنها معجبة بكل الأفلام الكوميدية للمفتش الطاهر وقد أوضحت رزيقة بأنها ستجسد أدوار شخصية الفنانة الراحلة "وردية"، ورأت رزيقة بأن الراحلة "وردية" أبدعت في أعمالها وتركت بصمة واضحة، وحتى هذه اللحظة ما زال الجمهور يشاهدها لا سيما في فيلم "طاكسي المخفي" الذي تقاسمت البطولة فيه مع الممثل القدير "عثمان عريوات". أما في الوقت الحالي، فإنها اختارت الفنانة "فريدة صابونجي" أطال الله في عمرها، هذه الأخيرة التي أدت عدة أدوار جميلة منذ أن اقتحمت الشاشة، سواء المسلسلات أو أفلام. * ريم تاكوشت "لن أملّ من مشاهدة معركة الجزائر" أعربت الممثلة المسرحية والسينمائية "ريم تعكوشت"، بطلت فيلم "عائشات " للمنتجة نادية شرابي، بصراحة تامة أن كل المسلسلات القديمة جميلة وتحمل رونقها الخاص، وأضافت أنها لو طلب منها أن تختار من بين تلك الأعمال لغرض التمثيل فيه، ستختار الفيلم التاريخي "معركة الجزائر"، هذا الأخير الذي أنتجه المخرج الإيطالي الكبير الرّاحل "جيلو بونتيكورفو"، وقد حقّق وقتها نجاحًا كبيرًا ولسنوات لاحقة، رغم منع عرضه في فرنسا طوال 40 سنة، واكتسب شهرة أكبر مع معطيات واقعنا الحالية، الفيلم يروي فترة من فترات كفاح الشعب الجزائري في العاصمة الجزائرية إبّان ثورة التحرير الوطني الكبرى من بطولات شعبية ضد الاستعمار الفرنسي، وأضافت أنه يكفي أن الفيلم نال جائزة الأسد الذهبي في مهرجان البندقية عام 1966، وجائزة النّقد السينمائي في نفس السّنة، كما حصد ثلاثة أوسكارات سنتي 1967 و1969 كأحسن فيلم وأحسن إخراج وأفضل سيناريو، وأضافت أنها لحد الآن ما زلت مولعة بهذا العمل، ولو شاهدته مليون مرة لن تمل من مشاهدته، خصوصاً وأنه يضم ألمع عمالقة الفن الجزائري، مثل الفنان العربي كزال والراحلة كلثوم. وحول الشخصية التي ترغب بتمثيلها، أعربت أنها سوف تختار شخصية كلثوم التي أدّتها في عدة مسرحيات كوميدية، فأنا أعشق هذا المزاج العفوي. بين هذا وذاك، تبقى الأفلام والمسلسلات القديمة تحتل مكانة خاصة في قلوب الفنانين وتبقى خالدة مدى الدهر للجزائريين، وبعيدة كل البعد على الأعمال المقدمة الآن التي لا نرى منها شيئا مميزا، بالرغم من الأموال الضخمة التي تصرف عليها.