إستطاع الفريق الطبي للمستشفى المركزي بولاية الوادي إنقاذ روح فتاة مراهقة تبلغ من العمر 17 سنة، عقب محاولة انتحارها بتناولها كمية كبيرة من الأدوية الخاصة بالأعصاب• وتعود تفاصيل حادثة الإنتحار لهذه الفتاة المراهقة المنحدرة من قرية هبة في بلدية الرقيبة بولاية الوادي، عندما هددتها والدتها بتزويجها من أحد شباب القرية طلب يدها وأبدت الفتاة عدم رغبتها في الزواج به بحجة رغبتها في إكمال دراستها لكونها تحضر للبكالوريا وترغب في نيلها لإكمال دراستها الجامعية التي تحلم بها منذ الصغر، غير أن والدتها حوالت التعنت لرأيها المتعلق بالزواج بدل الدراسة، ولما رفضت الفتاة هدّدتها بتزويجها قهرا في حال حصلت على نتائج متدنية والرسوب في دراستها، وعقب حصولها على نتيجة ضعيفة في الفصل الدراسي الثاني بمعدل 8 من 20 اغتنمت الأم الفرصة للتهجّم عليها وتجدد لها وعدها السابق، وهو ما أدخل الفتاة في حالة من الهستيريا والإضطراب النفسي ودفعتها هذه الحالة والخوف من الزواج بشاب لا ترغب فيه إلى محاولة وضع حد لحياتها لعدم اقتناعها بفكرة وطرح والدتها التي حاولت اقناعها أن الزواج أهم من العلم والدراسة• وأمام موجة الإضراب النفسي انزوت الفتاة بأحد غرف البيت وقامت بأكل علبة كاملة من الأقراص الموجهة لمرضى الأعصاب، مما أرداها صريعة نقلت على إثرها إلى المستشفى الجواري ببلدية الرقيبة لكون الوضعية الحرجة لصحتها استدعت نقلها على جناح السرعة إلى المستشفى المركزي بالشط، أين خضعت لعملية غسل كلي لمعدتها وحال تدخل الفريق الطبي دون هلاكها• يذكر أن محاولة الإنتحار هذه تعد الثالثة بولاية الوادي في ظرف شهرين فقط بهذه القرية، بعدما تمكنت امراتان من النساء بهذه القرية بوضع حد لحياتهم عن طرق الإنتحار أحدهما أم لأربعة أطفال، وتبلغ من العمر 34 سنة، والثانية عروس متزوجة حديثا تبلغ من العمر 17 سنة• وتبقى حوادث محاولات الإنتحار بهذه القرية محل استغراب وجدل لدى سكان وايمة هذه البلدية نتيجة تناميها بشكل ملفت للانتباه في الآونة الأخيرة، بعدما كان معروف عن قرى الولاية النائية الجود ومكارم الأخلاق، غير أن المحللين النفسانيين أرجعوها إلى العوامل المعيشية الصعبة، وكذا كثرة تتبع ومشاهدة النساء والفتيات على وجه الخصوص لبعض الأفلام والمسلسلات الغربية التي تروج لمثل هذه الأفكار•