أرسلها عملاؤها ببعض دول المغرب العربي ودول الساحل، شخّصت الوضع بصحراء دول المغرب العربي وبالأخص ليبيا والجزائر وموريتانيا وبعض دول الساحل الإفريقي، منها مالي والنيجر، تتضمن وضعها الأمني وتأثيره على الطرح الأمريكي فيما يتعلق بإنشاء قواعد عسكرية لدواع أمنية استراتيجية، لقيت الرفض من كل الأطراف المعنية• وخلص معظم ما وصل المخابرات الأمريكية عن الوضع الأمني بالمنطقة، أنه سيؤول إلى الاستقرار وأن أهم رؤوس العمل المسلح تحت لواء ''القاعدة'' منها من انخرط في المصالحة ومنها من يوجد معزولا على طول محاور تحركها أو ببعض معاقل استقرارها، فضلا عن تجند التوارف مع حكوماتها وتخلي معظمها من المتمردين شمال مالي والنيجر عن العمل المسلح، ما بات يعصف مجددا بمخطط وضع قواعد عسكرية بالمنطقة لدواع أمنية في المنطقة• ومن بين ما أسرته مصادر ''الفجر'' هو قول بعض العملاء في تقاريرهم أن الجزائر نجحت في احتواء الوضع الأمني في الصحراء إلى حد جعل من تحرك الجماعات الإرهابية انطلاقا من دول الساحل المجاورة، في مقدمتها مالي وموريتانيا والنيجر، محدودا، بشكل دفع كتائب التنظيم الإرهابي الذي يدعي ولاءه للقاعدة شبه محصور منذ 5002• =ومن بين ما أسهم في ذلك - حسب مضمون التقارير- تخلي أهم وأبرز إسم في الجماعات الإرهابية بالمنطقة عن نشاطه الإرهابي منذ أزيد من سنتين، ويتعلق الأمر بمختار بلمختار المكنى ''أبو العباس''، أمير الصحراء سابقا• وجاء في التقرير بهذا الخصوص فشل محاولات أجنبية إجهاض إرادة بلمختار وأتباعه ومساعي الدولة الجزائرية وعدة أطراف في إقناعه بالتخلي عن العمل الإرهابي، ولم يتعد تأثيرها على المساعي سوى أنها أخرته فقط دون أن تدفع بلمختار إلى العودة إلى تبني العمل المسلح، سيما وأنه من معارضي ''عولمة العمل الإرهابي''، ولم يكن من المتحمسين للانضمام إلى القاعدة، فضلا عن أنه رفض أن يكون تبنيه العمل المسلح وأن يتحول نشاطه إلى وسيلة لابتزاز أجنبي في المنطقة وضمها إلى مناطق تمركزها حسبما يرويه تائبون كانوا من المقربين من بلمختار• وجاء في تقارير أخرى مماثلة، مصدرها أعين وآذان ''سي•إي•أي'' في دولتين بالمغرب العربي، أن الجزائر تملك علاقات قوية بقبائل المنطقة المصنفة ''منطقة توتر''، ويتعلق الأمر بقبائل شمال مالي، التي ينحدر عدد كبير منها من أصول جزائرية، فضلا عن العلاقات القوية التي تربط الجزائر بجارتها مالي في مجالات عدة، في مقدمتها التعاون الأمني الذي ترسخت خطوات هامة فيه منذ أكثر من ثلاث سنوات• من جهة أخرى، أفاد متابعون للوضع بالمنطقة والعارفين بالاهتمامات الأمريكية بها بأن الولاياتالمتحدة ستسعى على المديين القصير والمتوسط إلى استثمار إحدى الهيئات ببلد من بلدان المغرب العربي في لعب دور الوسيط بين الجماعات الإرهابية وسلطات الدول التي يتواجدون بها، كما تضمن الوساطة في مفاوضات تتعلق برهائن أو فدية، أو التوسط في نزاعات داخلية وهي الهيئة التي ستعمل بهذا الشكل على ضمان التغلغل و''التحكم'' تحت غطاء الدبلوماسية مثلا وتهدئة الوضع بالمنطقة، لتستغل ذلك قصد إنشاء قواعد عسكرية لاعتبارات أمنية مثلما تدعيه عدة دول غربية في مقدمتهم أمريكا وبريطانيا - اللتان عملتا على احتواء الحركات المتمردة في المنطقة - وبعدهما فرنسا، من خلال مساعيها مع المعارضة التشادية•