بدأت أمس المناورات العسكرية » فلينت لوك 10« بين الجيش الأمريكي وجيوش عدد من الدول الإفريقية، وتندرج بهذه المناورات التي يتم إدارتها من واغادوغو ببوركينافاسو ضمن إطار تدريب جيوش الدول المذكورة على مواجهة النشاط الإرهابي المتنامي بمنطقة الساحل إفريقي، علما أن الجزائر كانت قد ردت بالرفض على طلب أمريكي للمشاركة في المناورات العسكرية المذكورة والتي تمتد إلى غاية حدودها الجنوبية. انطلقت أمس المناورات العسكرية التي أطلق عليها اسم » فلينت لوك 10 « تحت إشراف قوات النخبة الأمريكية وبمشاركة جيوش كل من مالي وموريتانيا والسنغال وبوركينافاسو ونيجيريا، ويتم تنسيق هذه المناورات من مركز للقيادة يتواجد بالعاصمة البركينابية واغادوغو. ويرتقب أن يشارك في هذه المناورات ما لا يقل عن 1200 عسكري، منهم 350 عسكري بمالي وحدها، وتهدف هذه المناورات حسب ما أعلن عنه رسميا إلى تدريب جيوش المنطقة على تقنيات مكافحة الإرهاب، والتنسيق فيما بينها للقيام بعمليات مشتركة لحفظ الأمن والاستقرار والتصدي لشبكات الإجرام، فضلا عن العصابات المسلحة المنتمية لما يسمى بتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي. وكانت الجزائر قد تلقت طلبا من واشنطن للمشاركة في مناورات عسكرية تجريها قيادة القوات الأمريكية في إفريقيا المسماة اختصارا » الأفريكوم « مع جيوش النيجر، مالي، بوركينا فاسو، موريتانيا، السنغال ونيجيريا، تستمر لحوالي ثلاثة أسابيع وتتضمن عميلات برية وجوية وأفاد مصدر على صلة بمكافحة الإرهاب في الساحل أن الجيش الأمريكي ضم المنطقة الصحراوية الممتدة من حدود الجزائر وليبيا الجنوبية حتى خليج غينيا، بما فيها المثلث الحدودي بين الجزائر، مالي، موريتانيا والنيجر، ضمن مخطط عمليات مكافحة الإرهاب الموصول بالقيادة العامة للجيش الأمريكي وغرفة عملياته المركزية في البنتاغون. و بحسب مصادر وصفت بالمأذونة فإن الجزائر قد أبلغت الأمريكيين منذ نهاية شهر فيفري الماضي، أنها لا ترى ضرورة في زج قوات غربية في حرب الإرهاب في الساحل لكون ذلك سيؤجج الوضع الأمني الذي يحتاج للتنمية ودعم الجيوش المحلية أكثر من حاجته للتدخل الأجنبي. وتنظر الجزائر بعين الريبة للتحركات العسكرية الأمريكية وحتى الفرنسية في المنطقة،فالمناورات العسكرية التي تقام تحت قبعة تدريب جيوش منطقة الساحل الصحراوي على مواجهة المجموعات الإرهابية، تمهد في الواقع للتواجد العسكري الغربي في المنطقة والذي تحركه العديد من المصالح، وفي مقدمتها حماية مصادر الطاقة والسيطرة على منابع النفط ومناجم اليورابنيوم. للإشارة كان قائد أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد قايد صالح، قد نبه الأفارقة خلال الكلمة التي ألقاها في افتتاح لقاء رؤساء أركان جيوش دول الساحل الصحراوي الذي احتضنته الجزائر في وقت سابق، إلى المخاطر التي ينطوي عليها التدخل الأجنبي بالمنطقة، ودعا الدول السبعة إلى المشاركة في ضبط إستراتيجية موحدة لمواجهة خطر الإرهاب والجريمة العابرة للحدود، ويعتبر إنشاء هيأة أركان موحدة بتمنراست والتي تضم وحدات عسكرية من الجزائر ومالي وموريتانيا والنيجر خطوة في الاتجاه الصحيح لكي تقوم دول المنطقة بنفسها بحماية أمنها واستقرارها من مخاطر الإرهاب والجريمة.