ناصر بن خليفة العطية أوضح في هذا الحوار الذي أجرته معه ''الفجر'' بالدوحة على هامش ملتقى الإعلاميات الرياضيات المقام الشهر الفارط، أن تتويج حلبة لوسيل بالمرتبة رقم واحد عام 2008 ما هو إلا نتاج مجهودات كبيرة• كما تحدث في هذا اللقاء عن كل ما يتعلق بسباق السيارات في قطر• هل لنا أن نتعرف على الاتحاد ومختلف نشاطاته؟ الاتحاد القطري للسيارات والدراجات النارية يعتمد على كل ما هو جديد ومستحدث من المصانع العالمية، ففكرة إنشاء هذا الاتحاد مرتبطة بتنافس مصانع السيارات العالمية• كما أن هذا النوع من الرياضة تسيّره قوانين مختلفة، كالتدقيق في المحركات• وكما نعلم فإن الدول العربية منتسبة للدول بأوربا، آسيا كاليابان مثلا، فالاتحاد القطري للرياضات الميكانيكية والدراجات ''الموتو جيبي'' مجرد هيكل لتنسيق النشاطات الميكانيكية، ومن أهم نشاطاته المحلية سباقات الرالي، سباقات السرعة، سباق الطرق والسباق الصحراوي• وعلى المستوى الدولي رالي بطولة الشرق الأوسط وبطولة العالم للراليات وسباقات ''الموتوجيبي'' وسباق التحمل• مع العلم أن هذه النشاطات تكون تحت إشراف الاتحاد الدولي، ما يجعلنا نتبع استراتيجية مدروسة تدعمها الدولة من أجل نشر هذه الرياضة على نطاق واسع، حيث يضم أكثر من ثلاثة آلاف منتسب• والاتحاد يقوم بنشر ثقافة هذه الرياضة بتوفير أعلى مستويات ضمان السلامة للمشاركين، وبالتالي إبعاد الشباب عن المغامرة في الطرق العامة، خاصة وأن الفرد الخليجي، والقطري بالتحديد، أول هدية يقدمها لابنه هي السيارة• ألا ترون أن هذا النشاط قد يتأثر بفعل الأزمة الاقتصادية التي مست صناعة السيارات؟ هذا الأمر وارد بسب فقداننا لبعض المصانع التي تأثرت بفعل الأزمة الاقتصادية التي نتمنى أن نجد لها مخرجا بسرعة• ولا يجب أن نغفل أن الإشاعة تفعل فعلتها مما يؤدي ببعض الشركات إلى غلق أبوابها، ما أدى إلى نفور المستثمرين• فحسب رأيي أنه بعد سنتين سيعود الاستقرار إلى هذا الميدان• قطر تتوفر على أفضل حلبة لسباق الدراجات النارية، فهل هي مستغلة على مدار السنة أم أنها تفتح في المناسبات الدولية فقط؟ الأمر يتعلق بحلبة لوسيل التي تعد مشروعا وطنيا وهي نافذة على العالم وقد ضعت قطر في مصاف الدول الرائدة في المجال منذ افتتاحها عام 2004 حيث كانت ميزانيتها آنذاك 38 مليون دولار إذ تتمتع بالعديد من المواصفات الفخمة والتسهيلات الرائعة، منها عدة منعطفات وكذا رواق بداية ونهاية السباق الذي يمتد على مسافة 1000 متر• كما أنها توفر خدمات إعلامية من خلال الأجهزة والوسائل المادية والبشرية الموجودة في خدمة الإعلاميين• حلبة لوسيل تجري بها نشاطات قوية محلية ودولية وذلك حسب رزنامة تسويقية توضع بالتنسيق مع مصانع عالمية، كإجراء اختبارات التقوية للسيارات والدراجات النارية على حد سواء• فهذه الحلبة بمثابة منشأة استثمارية رياضية تعود بالفائدة على البلد، من ذلك أن مداخيلها تقدر بما بين 300 و350 مليون ريال قطري، أي ما يعادل 200 مليون دولار• فيما يخص السباقات التي تقام ليلا، ما هي المعايير التي اعتمد عليها لتفضيل هذا الخيار؟ إن الابداع الحقيقي الذي تميزت به حلبة لوسيل ولم تسبقها إليه أي حلبة أخرى في التاريخ، هو السباق الليلي• وعلى الرغم من تخوف البعض من هذه التجربة غير المألوفة إلا أنها نجحت مئة بالمئة• إذ كانت حديث محطات التلفزيون والشبكات الإذاعية والصحف• وركز الجميع على هذه الواحة المضيئة وسط الصحراء• حلبة لوسيل حازت على جائزة أفضل حلبة وهو النجاح الذي يعود لسمو الشيخ عبد الله بن خليفة آل ثاني• والإضاءة مدروسة بطريقة علمية من طرف شركة موسكوالأمريكية التي أخذت على عاتقها إنجاز هذا المشروع• ويبلغ مستوى إنارة الحلبة ليلا 42 مرة إنارة برج إيفل و45 مرة أي ملعب كرة قدم، أو مايعادل إنارة مسافة الطريق من قطر إلى موسكو• واختيار السباق ليلا يعود إلى الحرارة السائدة نهارا في الدوحة• وسباقات ''المونو جي بي'' هي الجولة الوحيدة التي تقام في الشرق الأوسط وتستضيفها حلبة لوسيل التي تحصلت على حقوق التنظيم إلى غاية 2016• والسبب هو أنها الحلبة الوحيدة في العلم التي تتوفر على مستوى إضاءة عالٍ جدا من بين الحلبات المستضيفة لجولات بطولة العالم• عرفنا أن حلبة لوسيل تتوفر على مقاييس عالمية، فكيف يتم التحضير لبطولة عالمية؟ التحضير لبطولة عالمية من هذا الحجم يتم قبل 3 أو 4 أشهر من موعد إجرائها، حتى يكون التسيير دقيقا وهامش الخطأ ضئيلا، سواء تعلق الأمر بالحلبة أو بالجانب البشري• فسر نجاح الاتحاد القطري للرياضات الميكانيكية هو نجاح الرزنامة الدولية التي يحددها الاتحاد الدولي، التي نشتريها بما يعادل 10 ملايين دولار أمريكي، لهذا يجب أن يكون التسيير دقيقا بعد الإعلان عن تنظيمها ليكون الجميع مجندين دون استثناء• حلبة لوسيل احتضنت الجائزة الكبرى ل''الموتو جي بي'' يومي 11 و12 أفريل الماضي، لكن الظواهر الطبيعية أثرت نوعا ما على سيرورة السباق، ما دفع المنظمين إلى طلب إلغاء المسابقة، فكيف يمكن تفادي ذلك مستقبلا؟ إنها المرة الأولى في تاريخ السباقات التي تحدث فيها مثل هذه الأمور• ولهذا قرر المسؤولون تأجيل السباق بيوم واحد وعدم إلغائه• وكان على الاتحاد القطري البدء في الإعداد من جديد لهذا الظرف، لا سيما وأن كل الاتفاقيات مع كافة الجهات المنظمة كانت حتى نهاية الجولة، ولم يكن هناك أي اتفاق على أيام إضافية• فالإعداد تم إلى وقت متأخر ليلا إلا أننا اتخذنا إجراءات لكسب الرهان• فإجراء السباق كان بمثابة معجزة وهو دليل على احترافية الاتحاد القطري للسيارات والدراجات النارية• فلو حدث الإلغاء لكان هناك ضرر بسمعة الحلبة، خاصة وأن 73 بطلا شارك في هذه الجولة، بينهم 18 نجما إلى جانب روسي والأسترالي كيسي شوتر بطل العالم لعام 2007• ترشحت قطر لتنظيم الأولمبياد وبطولة العالم لكرة القدم• كيف ترون حظوظ بلدكم؟ هذه مبادرة تدخل فيها عدة قرارات سياسية متعددة ومنظمات عالمية، وخاصة أمور تسويقية، من أجل أن تتحرك بشكل مطلوب لتفوز بتنظيم مثل هذه المنافسات، بتوظيف أسماء وشركات عالمية من أجل أن تتمكن من احتضان مثل هذه البطولات العالمية• ناصر عطية مدير حلبة لوسيل توجتم بجائزة افضل حلبة في العالم عام 2008 ماهو شعورك؟ ان حصول حلبة لوسيل القطرية على لقب افضل حلبة لسباقات الدراجات النارية من بين 18 سباقا جرى خلال عام 2008 ضمن بطولة العالم لل ''موتو جي بي''من طرف جمعية فرق الدراجات النارية الدولية ''ايرتا''و هي اعلى هيئات تقييم الحلبات في العالم و جاء هذا التتويج بفضل ما توفره من امان للدراجين و لكونها الحلبة الوحيدة المضاءة التي تستضيف بطولة العالم ليلا•فانا بصفتي مدير لهذه المنشاة العالمية اقول انها اسعد اللحظات التي عشتها في حياتي وفخور بهذا اللقب الذي ساتسلم درعه نوفمبر القادم بحلبة فالنسيا الاسبانية•فهذا التتويج تحقق بدعم هائل من سمو الشيخ عبد الله بن خليفة ال ثاني المستشار الخاص لسمو امير دولة قطر• أخيرا هل ترى ان الاعلام العربي يواكب التطور الرياضي خاصة في مجال الرياضة الميكانيكية؟ الاعلام العربي يملك قنوات قوية وهو وسيلة للتواصل وتبادل المعلومات خاصة اذا استعمل بطريقة علمية بعيدة عن اي افكار مسبقة فاستخدام التجريح هو اخطر شيئ وهو الذي يجلب مشاكل واعداء خاصة •واعلمكم اني شغوف بالاعلام لانه يتيح الكثير من التجارب والتواصل•وما اثلج صدري انه خلال الجائزة الكبرى للسباق الدولي للدراجات النارية ''مو تو جي بي'' توافد اكثر من 700 اعلامي من كل انحاء العالم• حاورته ل''الفجر'' من الدوحة: ليلى·س