كل المرافق الرياضة العسكرية في خدمة المنتخب الوطني المشارك في المونديال تعيين الجزائر على رأس منظمة إقليمية للرياضة العسكرية وسام استحقاق وثقة في قدراتها هاهي مرة أخرى تتوالى سلسلة النجاحات المتتالية التي ما فتئت الرياضة العسكرية الجزائرية تحقيقها على الصعيد الإقليمي والعالمي مما جعلها مركز إشعاع مضيء داخل مؤسسة الجيش الشعبي الوطني وباعتبارها جزءا لا يتجزأ من البنية العامة للقوات المسلحة الجزائرية وكان آخر هذه التتويجات في شهر مارس الماضي حيث تمكن المنتخب العسكري للعدو الريفي من انتزاع الميدالية الذهبية والمرتبة الأولى بمناسبة انعقاد البطولة العالمية العسكرية للعدو الريفي ببلجيكا، إضافة إلى تأهل الفريق الوطني العسكري لكرة القدم إلى كأس العالم العسكري بعد حصوله على لقب نائب بطل إفريقيا بأوغندا· وبين هذا وذاك، تمكنت الجزائر من تحقيق إنجاز باهر وانتصار تاريخي وذلك بافتكاكها وانتزاعها لرئاسة وأمانة ومقر جملة واحدة لمكتب ارتباط شمال إفريقيا السابع للمجلس الدولي للرياضة العسكرية، وذلك بعد مفاوضات عسيرة ومباحثات شاقة قادها بنجاح كبير وباقتدار غير متناهي الجنرال مقداد بن زيان رئيس مصلحة الرياضة العسكرية بوزارة الدفاع والذي أبان في تلك المناسبة عن قدرات دبلوماسية عالية كانت مخبأة تحت البزة العسكرية· وسيسجل التاريخ والرياضة العسكرية ببلادنا أن العميد مقداد بن زيان هو من استطاع أن ينهي احتكار وهيمنة التونسيين على ذات الهيئة الرياضية الإقليمية والتي دامت 04 سنة ليهدي المسؤول الأول عن الرياضة داخل القوات المسلحة الوطنية الجزائر هذه الهيئة الرياضية الدولية الهامة لتعزز مكانة وطننا داخل المنظومة والخارطة العالمية، بما يتيح لها وبصورة جيدة من تسويق صورة الجزائر دوليًا كما يعود هذا المكسب على أبناء الشعب الجزائري بالفائدة والمزايا العديدة· ولذلك كله التقت ''المشوار السياسي'' بصانع نجاحات الرياضة العسكرية العميد مقداد بن زيان على هامش نصف الماراطون الوطني الرابع للجيش الوطني الشعبي الذي جرت فعالياته يوم الجمعة الفارط فكان لنا معه مايلي: ؟ المشوار السياسي: لقد شرفتم الجزائر والرياضة العسكرية بحصولكم على نتائج جد ممتازة خاصة تأهلكم الرائع لكأس العالم العسكرية لكرة القدم بعد أن أحرزتم لقب نائب بطل إفريقيا بأوغندا وذلك ما يعكس حجم المجهودات الجبارة من قبلكم؟ العميد مقداد بن زيان: إن النتائج المشرفة وغير المسبوقة التي حققتها مؤخرا الفرق الوطنية العسكرية على الصعيد الوطني والدولي والإقليمي لدليل على أن الرياضة العسكرية الجزائرية تسير على خطى ثابتة، وهذا بفضل السياسة الرياضية العسكرية المنتهجة من طرف القيادة العليا للجيش الشعبي الوطني، والتي ترتكز على الاستثمار في العنصر البشري والتحضير الجاد المدعوم بالسلوك المنضبط المشبع بالقيم الأخلاقية والروح الوطنية· هذا ما ساهم في حصد العديد من الألقاب من طرف المنتخبات الوطنية العسكرية في عدة مناسبات الرياضية المحلية منها والدولية وافتكاك المراتب الأولى، وتشريف الجزائر والجيش الشعبي الوطني وإضافة إلى المكاسب السالفة الذكر، فإن آخر التتويجات كانت بتوقيع المنتخب الوطني العسكري للألعاب القوى بمناسبة البطولة العالمية للعدو الريفي التي أقيمت شهر مارس الماضي بالمملكة البلجيكية، أين احتلت الجزائر المرتبة الأولى بكل جدارة واستحقاق ونالت الميدالية الذهبية ولقب بطل عالمي عسكري وبكل اقتدار أمام منافسين عنيدين طالما سيطروا على سباقات العدو الريفي، إضافة إلى حصول المنتخب الوطني العسكري للعدو الريفي لأول مرة ''الكأس الممتازة'' في نفس الحدث العالمي· ؟ يلاحظ في الآونة الأخيرة تسجيل نسب مشاركة عالية للمتنافسين خاصة في الألعاب القوى، مما يوحي بوجود مستقبل زاهر للرياضة العسكرية والتي ستنعكس بلا شك على رياضات النخبة الوطنية عمومًا؟ بعد سلسلة النجاحات المتتالية والإقبال المتزايد الذي شهدته نشاطات الرياضة العسكرية والتي نسجل فيها مشاركات قياسية فاقت كل التوقعات، أخرها النصف المارطون المنعقد الأسبوع الماضي في طبعته الرابعة حيث تم تحطيم رقم قياسي جديد لعدد المتنافسين الذي تجاوز 0009 مشارك، وبمشاركة متزايدة للعنصر النسوي والذي فاق 003 متنافسة من مختلف النواحي العسكرية، وهذا يعد ترجمة وتجسيد لرغبتنا وتصميمنا على بعث المشاركة الفعالة للعنصر النسوي في جميع النشاطات العسكرية بشتى أنواعها، مما أهل لهذه المشاركة القياسية والكثيفة لأن تكون مفخرة الجزائر بشبابها· ؟ لقد حققتم إنجاز طال انتظاره وذلك بعد 04 سنة من سيطرة وهيمنة تونس الشقيقة لتنتزع الجزائر من خلالكم على رئاسة والأمانة العامة وكذا مقر مكتب ارتباط شمال إفريقيا التابع للمجلس الدولي للرياضة، كما اكتشفنا فيكم قدرات تفاوضية كبيرة لرجل دبلوماسي ولكن ببزة عسكرية، وهو الانتصار الهام للجزائر؟ في حقيقة الأمر العمل لم يكن سهلا والمشاورات كانت متواصلة وشاقة مكننا من الحصول على هذه النتيجة الهامة والرائعة والمتمثلة في تعيين ممثل الجزائر على رأس هذه المنظمة الإقليمية الرياضية لشمال إفريقيا، وكما يعتبر هذا التتويج وسام استحقاق وثقة في قدرات الجزائر وإمكانياتها في جميع المجالات والميادين والصورة الطيبة والمحترمة التي تحظى بها بلادنا على المستوى المنتديات العالمية والإقليمية· ؟ لقد حاول الوفد التونسي الشقيق غداة وقبيل انتخابكم التملص والمناورة، ولقد حاول رئيس الوفد التونسي استعمال كل الطرق للحفاظ على رئاسة هذه الهيئة الرياضية الإقليمية الهامة قبل أن يستسلم للعمل الجبار وتحركاتكم الفعالة ليرضخ للأمر الواقع وتم بعد ذلك تزكيتكم بالإجماع؟ والله في الحقيقة ما هي إلا ثقة وضعت في الجزائر، لأن الجزائر كبيرة ولها إطارات في مستوى الهيئات الدولية والإقليمية وأظن أن الإجماع هو اعتراف من دول شمال إفريقيا بالقدرات والإمكانيات ورجالات والكفاءات التي تتمتع بها بلادنا· ؟ ما هي الامتيازات التي تستفيد منها الجزائر من رئاستها لمكتب ارتباط شمال إفريقيا التابع للمجلس الدولي للرياضة العسكرية؟ في واقع الأمر كل المراكز والهيئات الإقليمية والدولية هامة، خاصة وأن رئاسة ومقر مكتب ارتباط شمال إفريقيا كان بحوزة وتحت سيطرة مند 04 سنة في أيادي الإخوة التونسيين وكان التغير صعبا على إخواننا التونسيين ولكن في الأخير كان الإجماع من طرف جميع الوفود الأجنبية على الجزائر وبالإجماع تفتح كل الأبواب· ؟ ماذا عن انتزاع المنتخب الوطني العسكري لكرة القدم مرتبة نائب بطل كأس إفريقيا العسكري بأوغندا وتأهله إلى كأس العالم العسكري؟ أكيد كانت ملحمة كبيرة وقوية وطويلة وشاقة، لأن الوصول إلى النهائي كان ثمرة عمل جبار وشاق لشباب جزائريين غير معروفيين على الساحة الوطنية وقد استطاعوا أن يعملوا المستحيل لإبراز قدراتهم البدنية والفنية لانتزاع هذا المركز· ؟ يجرنا الحديث عن كرة القدم إلى الحديث عما يتداوله صناع ملحمة خيخون وقاهري الألمان أنهم نتاج المنتخب الوطني العسكري في أواخر السبعينات؟ هذا دليل على أن المؤسسة العسكرية مدرسة والرياضة العسكرية دائما مدرسة في جميع الإختصاصات الرياضية وستبقى جذورها ممتدة في كل الاتجاهات ودليل هذا وجود العديد من الرياضيين العسكريين على مستوى المنتخبات الوطنية المدنية، وهو برهان آخر على أن هذه المدرسة تعتبر خزانا لكل الفرق الوطنية وخزان الرياضيين المتألقين، والبرهان الثاني هو مشاركة شباب لأول مرة في البطولة العالمية لألعاب القوى، وأصبحت الجزائر مند أكثر من 52 سنة بطلا عالميا في الألعاب القوى بحصولها على ميدالية ذهبية في 008 متر وميدالية فضية في سباق 004 متر أربع مرات· وكان الفصل بتقنية الصور النهائية (الفينيش) وهو ما حرم الجزائر من ميدالية ذهبية أخرى وميدالية برونزية في 0003 متر وهذه النتائج تدل على العمل التحضيري في إطار الانضباط والصرامة على المستوى تكوين المنتخبات العسكرية في الجيش الشعبي الوطني· ؟ هل نستطيع أن نرى في المستقبل تعاون أو اتفاقية بين مديرية الرياضة العسكرية والاتحادية الجزائرية لكرة القدم؟ بالنسبة لنا التعاون موجود والأبواب مفتوحة ولنا عقد معنوي وأخلاقي مع الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، وليس شرطًا أن نكتب عقد خطي لكي نتعاون ونعمل معًا، وفي الحقيقة التعاون موجود ومفتوح في كل الاتجاهات وخاصة الرياضة المدنية وبالذات كرة القدم وحتى المرافق الرياضية العسكرية لكرة القدم مفتوحة لكل الفرق الوطنية المدنية وخاصة الفريق الوطني لكرة القدم المتأهل لمونديال جنوب إفريقيا· حيث نؤكد وقوفنا ودعمنا ومؤازرتنا ماديًا ومعنويًا لرايتنا المشاركة في الحدث العالمي في جنوب إفريقيا وذلك إعلاءً لكلمة وصورة جزائرنا الحبيبة· ؟ هل هناك مشاريع مستقبلية للمؤسسة العسكرية فيما يخص التكوين والتأطير لصالح أفراد القوات المسلحة خصوصا والشباب الجزائري عمومًا؟ نحن لنا دائمًا مشاريع ورؤية مستقبلية وميكانيزمات العمل المتواصل متوفرة، بحيث نملك إستراتيجيات متوسطة وطويلة المدى خاصة في التحضير والتكوين الرياضي وفي العديد من الإختصاصات الرياضية العسكرية، وكل الفرق الرياضية الوطنية تحضر وتستعد وتعمل بطرق علمية ومدروسة وليس هناك مجال للتساهل أو السهو، فنحن كخلية نعمل في نشاط دائم ويومي همنا الوحيد هو الرفع من القدرات الفنية والتقنية للرياضة العسكرية، ونحن جزء لا يتجزأ من المنظومة الرياضة الوطنية ونعمل في إطار تطوير وبعث الرياضة الجزائرية وتشريف الراية الوطنية في المحافل العالمية والإقليمية، وهذا ما يشغلنا ويشغل بالنا وتفكيرنا على الدوام· ؟ سيدي الكريم هل لنا بكلمة لتكون مسك الختام لحديثكم الشيق؟ نشكركم على هذه الالتفاتة الطيبة والعناية التي توليها جريدتكم للرياضة العسكرية الوطنية وأتمنى أن تكون هذه الأخيرة في الطليعة دائمًا خصوصًا مع الثقل الذي تمثله الجزائر على الصعيد الدولي·