يتحدث لاعب وسط ميدان شبيبة القبائل حسين أشيو في هذا الحوار الذي خص به ''الفجر'' عن عودته إلى الفريق الوطني الذي غاب عنه لفترة طويلة حين غادر اتحاد العاصمة متوجها للاحتراف في نادي ''آرو'' السويسري، ليعود من الباب الواسع هذه الأيام بفضل الأداء الجيد الذي يقدمه مع شبيبة القبائل• أشيو الذي استدعاه المدرب الوطني سعدان لتدعيم صفوف الخضر، نفى أن يكون ذلك مرتبطا بلقاء مصر على وجه التحديد، ومع ذلك أبدى ''الحرامي'' حسب اللقب الذي أطلقه عليه المصريون رغبة جامحة في هز شباك عصام الحضري خصوصا• لقد عدت مجددا إلى الخضر بعد أن غادرت صفوفهم منذ مدة، وهو الشيء الذي اعتبره العديد بالمفاجأة غير المنتظرة من سعدان، ما تعليقك؟ صحيح أن العديد من المتتبعين لم يكونوا ينتظرون عودتي إلى المنتخب الوطني بعد كل الذي حدث لي في السنوات الأخيرة من تراجع في المستوى ومغادرة فريقي السابق اتحاد العاصمة واحترافي في نادي آرو السويسري، غير أنني عدت إلى مستواي المعروف به بفضل العمل والتفاني في التدريبات• الم تكن العودة مفاجئة بالنسبة لك؟ لا لم تكن مفاجئة وأقول لك بأنني كنت أنتظر هذه الدعوة منذ أن عدت إلى مستواي الحقيقي مع فريقي الحالي شبيبة القبائل، وأنا عدت إلى المستوى الذي كنت أعرف به• وهذه الدعوة جاءت في وقتها المناسب لأنني أديت مباريات في القمة مع فريقي وساهمت في إحراز العديد من النقاط لصالحي وهذه الأمور كلها كانت في صالحي وساهمت في أن يوجه لي الشيخ سعدان الدعوة مجددا إلى الفريق الوطني• الكل ربط بين استدعائك مجددا إلى صفوف المنتخب الوطني واقتراب موعد المواجهة الحاسمة أمام المنتخب المصري، لكون سعدان يريد محاربة الفراعنة نفسيا باستدعاء لاعب قهرهم في السابق؟ قد أفاجئك حين أجيبك عن هذا السؤال• أؤكد لك أنني لم أعد إلى المنتخب الوطني من أجل لعب مباراة واحدة فقط وهي المباراة المقبلة أمام مصر• وأنا عدت إلى المنتخب الوطني حتى أقدم الإضافة المنتظرة مني سواء من قبل الطاقم الفني أو من قبل أنصار المنتخب الوطني الذين ينتظرون منا أن نبذل المجهودات التي تساهم في تحقيق حلم التأهل إلى المونديال المقبل• لكن الجميع يؤكد أنك الوحيد القادر على قهر الفراعنة مثلما فعلت في تونس سنة 2004؟ أعلم أن الجميع ما يزال يتذكر ما قمت به سنة 2004 في تونس حين أمضيت هدف الانتصار أمام المنتخب المصري ومنح الفوز للجزائر في مباراة لا تنسى بالنسبة لي ولجمهور المنتخب الوطني، غير أنني أؤكد من جانب آخر أن العديد من الأمور تغيرت من سنة 2004 إلى .2009 كيف ذلك ؟ أظن أن الجميع لاحظ أنه في سنة 2004 كنت ما أزال لا أمتلك الخبرة اللازمة في المواجهات الدولية، وكنت ألعب بحماس وتقنية• وهذا ما سمح لي بمفاجأة الفريق المصري، غير أن الأمور تغيرت الموسم الحالي حيث اكتسبت خبرة كبيرة إلى جانب أنني أعرف الآن كيف أسير مجريات اللعب والتحكم في أعصابي وهذه معطيات لم أكن أملكها سنة .2004 وعليه فإن الأمر تغير بشكل جذري بالنسبة لي وأريد أن أضيف شيئا آخر• تفضل ؟ الكل ينتظر مني أن أعيد نفس السيناريو الذي حدث في سوسة أمام المنتخب المصري وأنا شخصيا أتمنى أن أعيد نفس الحادثة، لكن الأمور تغيرت كثيرا ومن يضمن لي أن أكون ضمن القائمة الأساسية المدعوة للعب يوم 7 جوان أمام المنتخب المصري• لأن المدرب الشيخ سعدان يملك العديد من الخيارات وقد أكون من ضمن هذه الخيارات غير أن الأمر ليس مضمونا مئة بالمائة• وأقول بأنني لم أعد إلى الخضر من أجل لعب مباراة واحدة أمام المنتخب المصري وفقط• هل لك أن تشرح لنا هذه النقطة بالتفصيل ؟ أكيد• قلت لك أنني لم أعد إلى المنتخب الوطني من أجل لعب مباراة واحدة فقط وإن كنت استدعيت للعب أمام الفراعنة فقط فإنني سأرفض الدعوة الموجهة لي• والأكيد أن الشيخ سعدان لم يوجه لي الدعوة للعب أمام مصر فقط لاستعمالي سلاحا في الحرب النفسية ضد المنتخب المصري باعتباري صاحب هدف الفوز الأخير على المنتخب المصري سنة .2004 يعني أنك ترفض عدم تجديد الثقة فيك بعد مباراة مصر القادمة ؟ قلت لك أنني لم أعد إلى الخضر من أجل لعب مباراة واحدة وأريد أن أكون ضمن القائمة المستدعاة للعب المباريات التصفوية القادمة بدءا بلقاء مصر ثم لقاء زامبيا يوم 20 جوان القادم وبعدها باقي اللقاءات التصفوية المنتظرة إلى نهاية سنة .2009 وهذا هو هدفي الأول في المنتخب بعد الدعوة المقدمة لي من قبل الشيخ سعدان للعودة مجددا إلى المنتخب الوطني• الجميع يؤكد أن مصر كلها تخاف من لاعب واحد هو أشيو ما هو تعليقك على ذلك ؟ أعلم جيدا ما الذي ينتظره مني الجمهور الجزائري الذي لا أريد أن أخيب ظنه في• وأعلم أنهم ما زالوا يرون في أشيو المنقذ الأول أمام المنتخب المصري• لكني أقول لهم من الذي يضمن بأنني سأكون ضمن الأساسيين في لقاء مصر القادم لأن الميدان هو الذي سيكون الفيصل بين اللاعبين خلال التربص الأخير الذي سيقام في فرنسا والذي سيحدد ملامح التشكيلة الأساسية التي ستواجه المنتخب المصري يوم 7 جوان القادم• لكنك بالمقابل تريد اللعب أمام الفراعنة والتسجيل في أن واحد؟ ومن هو اللاعب الذي لا يريد اللعب أمام المنتخب المصري يوم 7 جوان القادم• وأقولها بصراحة أريد اللعب والتسجيل في مرمى الحضري مثلما فعلت ذلك سابقا في سوسة والكلمة الأخيرة ستكون للشيخ رابح سعدان الذي لا يتعامل بالعاطفة وإنما يتعامل بالاحترافية ومصلحة الفريق الوطني، والأكيد أن التشكيلة الأساسية ستكون مكونة من أحسن اللاعبين المحضرين بدنيا وفنيا ونفسيا لمواجهة المنتخب المصري وتحقيق الفوز الذي ينتظره الملايين من الجزائريين لإعطاء دفع قوي للخضر في هذه التصفيات المؤهلة إلى المونديال وكأس أمم إفريقيا القادمة بأنغولا• لو تكلمنا عن حظوظ المنتخب الوطني خاصة بعد التعادل الذي ميز الجولة الأولى من التصفيات كيف تراها قبيل لقاء مصر الهام ؟ يجب علينا عدم التفكير فقط في تحقيق التأهل إلى مونديال جنوب إفريقيا وعلينا أن نكون واقعيين وأن نسعى أولا إلى التأهل لكأس أمم إفريقيا القادمة بأنغولا أولا، وبعدها التفكير في التأهل إلى مونديال جنوب إفريقيا، هذا هو الأساس الذي يجب أن ننطلق منه إذا أردنا المضي في محاولة تحقيق الأهداف المسطرة• لكن وقوعنا في نفس مجموعة مصر يعقد نوعا ما من مهمة الفريق الوطني ؟ لا أعتقد ذلك لأننا صحيح وقعنا في مجموعة قوية وهذا شيء جيد بالنسبة لنا خاصة بوجود المنتخب المصري لأن الوقوع في نفس المجموعة مع المغرب أو تونس أو مع مصر مثلما يحدث لنا حاليا يحفز اللاعبين بصورة آلية لتقديم أحسن ما يمكن تقديمه• والطابع التقني يغيب في مثل هذه المواجهات المحلية مقارنة بالإرادة والندية، وهذا مناسب جدا لنا لأننا تفادينا الوقوع في مجموعات قوية أمام فرق تفوقنا قوة مثل نيجيريا والكاميرون وغانا وكوت ديفوار• مباراة مصر القادمة يوم 7 جوان في البليدة ستكون المنعرج الحاسم بالنسبة للخضر ما رأيك في ذلك ؟ أعتقد أن مباراة مصر جد هامة بالنسبة لنا، غير أن مباراة زامبيا التي تلي مباراتنا أمام الفراعنة لا تقل أهمية عن المواجهة المرتقبة أمام المنتخب المصري• وأعتقد أن لقاءي مصر وزامبيا سيحددان بنسبة كبيرة حظوظنا في التأهل إلى المونديال، لأن تحقيق نتيجتين إيجابيتين أمام مصر في البليدة وزامبيا في لوزاكا سيفتح أمامنا الباب واسعا لتحضير ما يتبقى من التصفيات في أحسن الظروف الممكنة، خاصة أن المرحلة الثانية جد مواتية بالنسبة لنا مع استقبال كل من زامبيا ورواندا قبيل التنقل في الجولات الأخيرة من التصفيات إلى القاهرة لمواجهة المنتخب المصري في آخر لقاءات التصفيات، وعليه فإن المأمورية خلال اللقاءين القادمين تحتم علينا تحقيق أثقل نتيجة ممكنة في تشاكر وتفادي الهزيمة بأي ثمن في زامبيا، وهذا الأمر يمكن تحقيقه لمواصلة مشوار التصفيات في أحسن حال ممكنة•