حاول المسرح الجهوي لتيزي وزو، عشية أول أمس، بالمسرح الوطني محي الدين بشطارزي، في عبثية منظمة، تشريح الواقع المتناقض الذي زجّ بالحقيقة في زنزانة ونصّب الكذب قاضيا.. هل مدير الأمن مدير حقا؟ وهل هذه المدينة الآمنة بحاجة إلى مديرية أمن؟وهل التحقيق الجاري مع هذه العائلة تحقيق أصلا؟ وهل هي في الأصل عائلة أم تجمع أفراد لا رابط بينهم إلا الطين؟.. هي الأسئلة الغالبة على فصول مسرحية "اللولب" التي كشفت عن بداية لا تعريف لها ونهاية لا قبل لنا بتعريفها أي أننا في لولب يدور دون ماهية مجرد عجين من العبثية التي حاصرت واقعنا، فلا فرق بين الذميم والمليح ولا بين الخيّر والشرير، لأن الكل ملطخ بالطين، أمام قانون الغاب.. لا مكان للاجترار ولا لعودة محتملة ، حتي الحيادي الذي لا يعرف مواد هذا القانون الجديد انضم إلى الأغلبية لأن القانون قانونهم. مسرحية "اللولب" التي تشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان الوطني للمسرح المحترف، من إخراج عيسى جقاطي، الذي غاب عن العرض لظروف صحية، والنص للكاتب المسرحي لحسن ملياني.. جسد الأدوار الرئيسية، كل من أعمر سلامي، بركان محفوظ ، صليحة إجا، مليكة ملاح وحاج مسعود محمد. وفور انتهاء المسرحية اقتربنا من الممثل بركان محفوظ الذي أحاطنا بظروف إنجاز العمل الذي قال عنه "الجهد الكبير كان للمخرج ثم للفريق الذي حاول في مدة لا تزيد عن شهرين من التمرين على المسرحية الإحاطة بمرماها، وهو محاولة منا لدق ناقوس الخطر، الذي يحدق بمصير البشرية في قيمها".