عالجت أمس محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة قضية إرهاب متابع فيها "ز.عبد الناصر" الملقب "معاوية"، ورد فيها أن الجماعات الإرهابية المسلحة ركبت صورا للرئيس بوتفليقة وهو برفقة شخصيات سياسية وطنية وأسامة بن لادن، زعيم القاعدة وهم بأماكن "خاصة"، في قرص مضغوط، يحوي كذلك صورا أخرى تحريضية على القتل والتقتيل بالجزائر، كانت تعد لترويجها بالعاصمة وضواحيها عن طريق نسخها في عدة أقراص مضغوطة، إضافة إلى مناشير تحريضية وكتب تحث على "الجهاد" في الجزائر. ولم يشر ملف القضية، حسب جلسة محاكمة "ز.عبد الناصر" المدعو "معاوية" إلى الغرض الذي كانت تبتغيه الجماعات الإرهابية المسلحة من وراء تركيب هذه الصور، التي ورد فيها الرئيس بوتفليقة وهو مع عدة شخصيات سياسية وطنية، وأسامة بن لادن، زعيم القاعدة، وهم بأماكن "خاصة" والتي تم العثور عليها بقرص مضغوط لدى "ز. عبد الناصر" الذي كان ينوي بيع جهاز كمبيوتر ملك للمدعو "بلعرج أيوب" الذي التقاه في سوريا، وطلب منه ربط اتصالات مع الجماعات الإرهابية بالجزائر. والتحق "ز.عبد الناصر" بصفوف الجماعات الإرهابية المسلحة بشرق البلاد في التسعينيات من القرن المنصرم، وانضوى تحت لواء كتيبة "جماعة الأنصار" تحت إمرة "أبو يوسف" بمنطقة تيزي وزو، قرر بعدها تسليم نفسه لمصالح الأمن بعد مرور ثلاث سنوات، وبالضبط في سنة 2000 للاستفادة من إجراءات قانون الوئام المدني بسبب حسب ما أفاد به أمام هيئة المحكمة عدم تمكنه من التأقلم مع الظروف المعيشية للجماعة التي كان ينشط تحت لوائها. وقرر "معاوية" بعد استفادته من قانون الوئام المدني الفرار بجلده من مكان إقامته ببرج منايل والتوجه إلى برج الكيفان بالعاصمة لمزاولة التجارة بها، بسبب استهدافه من طرف الجماعات المسلحة، وسافر بعدها إلى سوريا بالاستعانة بجواز سفر شقيقه المعوق لرفض المصالح المختصة تسليمه جوازا خاصا به، وأفاد "معاوية" بأنه التقى هناك المدعو "أيوب بلعرج" وتعرف عليه حيث طالبه بربط اتصالات مع الجماعات الإرهابية المسلحة بالجزائر، وتنقل بعدها إلى الأردن للالتحاق بصفوف القتال بالعراق، إلا أنه تم إلقاء القبض عليه بالسعودية وتم ترحيله إلى الجزائر، وبقي على اتصال ب "أيوب بلعرج" بواسطة الهاتف، حيث كان يحثه على الجهاد بالجزائر وفي العراق، وأوفد له عدة أشخاص لا يعرفهم. وطالب "أيوب بلعرج" في إحدى المرات "معاوية" الذي كانت يعمل في السوق الموازية بأن يبيع له جهاز كمبيوتر دون أن يحدد له السعر، ليهاتفه في أحد الأيام ويبلغه بأنه التحق بمعاقل الإرهاب بمنطقة الشرق، وتم إلقاء القبض بعدها على المتهم في 13 جوان 2007 بالقرب من مستشفى "مايو" بباب الوادي بالعاصمة، وعثرت مصالح الأمن بحوزته على جهاز الكمبيوتر وبه قرص مضغوط يحوي صورا "حساسة" ومناشير تحريضية، وكتبا تحث على "الجهاد" في الجزائر، إضافة إلى 45 أورو، و35 ألف ليرة سورية كان ينوي تحويلها إلى الدينار. ويشير ملف "معاوية" إلى أنه شارك في إقامة عدة كمائن وزرع الألغام لأفراد الجيش الوطني الشعبي، وكان يحوز على سلاح كلاشينكوف، وتعرض النائب العام لملف القضية وسرد تفاصيله، والتمس إعادة تكييف القضية إلى الانتماء إلى جماعة إرهابية، بدل محاولة الانخراط في جماعة إرهابية تنشط داخل الوطن، ليلتمس في حق المتهم تسليط عقوبة لا تقل عن 20 سنة سجنا نافذا مع دفع غرامة 60 ألف دج، لتدينه المحكمة بعد المداولات بخمس سنوات حبسا نافذا.