ستنظر محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة في قضية "ث• كمال" مؤذن مسجد "الوفاء بالعهد" بالقبة، المتهم فيها مع 10 آخرين بجناية الانخراط في جماعة إرهابية مسلحة كانت تنشط في 2006 بمنطقة الثنية لصالح ما يسمى بتنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"• عاد اسم الوفاء بالعهد بالقبة من جديد إلى الواجهة، حيث ورد في معظم القضايا المتعلقة بالإرهاب المدرجة في الجدول التكميلي للدورة الجنائية الثالثة لسنة 2008 بمجلس قضاء العاصمة، حيث تفيد المعطيات المتوفرة لدى "الفجر" بأن "ث• كمال"، المؤذن بنفس المسجد، كان على صلة وثيقة بالمتهم الرئيسي في قضية الحال، "ف• محمد"، الذي سلم نفسه لمصالح الأمن بمنطقة الأخضرية هروبا من معاقل الجماعات الإرهابية المسلحة، حيث كانا يتحدثان عن مسائل دينية وفقهية، واستمرت الاتصالات الهاتفية بينهما على الرغم من التحاق "ف• محمد" بمقاعل الإرهاب، حسبما يشير إليه ملف القضية وهذا بناء على ما تفيد به تقارير أجهزة الأمن التي ترصدت المكالمات الهاتفية وتوصلت إلى أن آخر اتصال جرى بينهما كان على مستوى الناحية التي تنشط بها الجماعات المسلحة بالبويرة وصوحان بالبليدة، على العكس مما أفاد به "ث• كمال" الذي أكد على قطع علاقته ب"ف• محمد" بعد اكتشافه بأنه التحق بالجماعات الإرهابية• من جهته، كشف "ف• محمد" أن انضمامه إلى الجماعات المسلحة كان في جويلية 2006، بعدما كان يتردد على مسجد "الوفاء بالعهد بالقبة ويقتني أقراصا مضغوطة تحريضية حول أحداث الحروب بكل من فلسطين، الشيشان والعراق، وكان يرافقه إلى نفس المسجد، حسب إفادته، كل من "ل• عمر" و"ح• عبد الناصر" و"د• عبد المومن" ودائما يدور الحديث بينهم حول ما يجري من أحداث بهذه البلدان، ما بعث فيهم، حسب وقائع القضية، روح الجهاد بها، وفي إحدى المرات اقترح عليهم "د• عبد المومن" فكرة الالتحاق بالجماعات المسلحة، مؤكدا لهم بأنه على اتصال بمنسق الجماعات الإرهابية "س• مراد" المكنى "القبايلي" الذي يتولى تمهيد الطريق لهم، وهي الفكرة التي اقتنع بها جميع أفراد المجموعة في بادئ الأمر غير أن "ل• عمر" و"ح• عبد الناصر" تراجعا عنها في آخر المطاف• وأفاد "ف• محمد" بأن باقي الأفراد تنقلوا برفقة أحد التائبين المكنى "عطية"، إلى خميس الخنشة، بواسطة سيارة، وبعد مرور خمسة أيام قضوها بالكازمات، التقوا بالمدعو "حذيفة" أمير الجماعة، الذي نقلهم إلى مركز "اليمامة" الذي كان يضم 11 فردا بينهم ملتحقين جدد بالجماعة، على غرار عبد القهار بلحاج المكنى "معاوية" وأربعة أشخاص آخرين•