الطلبة المتخرجون من معاهد عربية متفائلون بالحصول على معادلة شهاداتهم حذر خبراء المنظومات التربوية في العالم العربي من ظاهرة قلة المشاريع المشتركة الثنائية والثلاثية ما بين الجامعات العربية مقارنة ببرامج التعاون القائمة مع جهات تقع خارج العالم العربي، إلى جانب تسجيل تراجع في التدفق الطلابي ما بين الجامعات العربية، ما يعمق هاجس هجرة الأدمغة وتقويض أي مساع للنهوض، وهي إشكاليات تحاول الجامعة العربية معالجة أسبابها في مؤتمر إقليمي حول التعليم العالي في العالم العربي من تنظيم ''اليونسكو''، احتضنته أول أمس العاصمة المصرية القاهرة• وبخصوص التعاون العربي، ذكر المنظمون أن المؤتمر سيسلط الضوء على فرص التعاون ما بين الجامعات العربية وفوائده وتحدياته، سواء ضمن الهياكل القائمة أو ضمن هياكل وأشكال جديدة، حيث يسجل انتساب حوالي نصف الجامعات في البلدان العربية إلى اتحاد الجامعات العربية• وسيتم في هذا الصدد، تناول فرص التعاون بين الوزارات والجهات المسؤولة عن التعليم العالي في البلدان العربية في مجالات الاعتراف بالشهادات وتبادل المعلومات والخبرات العربية عن التعليم العالي• وتعكس هذه الآراء بشكل واضح حقائق مرة تعيشها المنظومة الجامعية العربية وانسداد قنوات التواصل بين مؤسساتها وخريجيها، رغم الإغراءات التي توفرها بعض النصوص القانونية وبعض الإعتمادات المالية، وخاصة في دول الخليج• ولعل ما عرف مؤخرا في الجزائر بمشكلة معادلة الشهادات المحصل عليها من المعهد العربي للبحوث والدراسات الاستراتيجية بالقاهرة بالنسبة للطلبة الجزائريين، عينة حية، فرغم أن المشكلة أثيرت منذ بداية شهر جانفي الماضي، غير أن المئات من الطلبة الجزائريين المتخرجين من المعهد مازالوا ينتظرون الحصول على شهادات المعادلة من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالتنسيق مع المجلس الأعلى للجامعات المصرية• وأمام مثل هذه الأوضاع، يعتبر هذا المؤتمر بشرى سارة للطلبة العرب، وفي مقدمتهم الجزائريين المتخرجين من معهد القاهرة للبحوث، والذي من شأنه إرساء سياسة عربية واضحة مبنية على التعاون في مجال منح الشهادات الجامعية والاعتراف المتبادل بها• ومن المتوقع أن يضع المؤتمر الإقليمي أجندة للتعليم العالي تعمل على ضوئها البلدان العربية في السنوات القادمة، وترفع هذه الأجندة إلى المؤتمر العالمي حول التعليم العالي، الذي سيعقد في باريس في جويلية القادم، بما يعزز التعاون الدولي في تطوير التعليم العالي برعاية ''اليونسكو'' والجهات الدولية المعنية وكافة الشركاء•