وما أن تسرب الخبر حتى هرع بعض الأشخاص، الذين يحبون الصيد في المياه العكرة ولا يفكرون إلا في الربح السريع، نحو مركب تشاكر وحاولوا الحصول على أكبر عدد منها لبيعها فيما بعد، أي بعد نفاذها من الأكشاء بمبالغ مضاعفة• والغريب في الأمر أن هؤلاء الأشخاص الذين أقدموا على اقتناء أعداد هائلة من التذاكر لا علاقة لهم بكرة القدم وهدفهم الوحيد هو انتهاز الفرصة للربح السريع على حساب محبي المنتخب الوطني الذين أبدوا استعدادا كبيرا لاقتناء التذاكر ولو بمبالغ مبالغ فيها، لأنهم بكل بساطة لا يريدون تفويت فرصة مناصرة الخضر في هذه المباراة الحاسمة التي طالما انتظروها على أحر من الجمر وهو الأمر الذي وقفنا عليه بعين المكان• وإذا بقيت الأمور على هذا الحال فالأكيد أن سعر التذكرة قبل بداية المباراة قد يبلغ ذروته ولا نستبعد حسب المعطيات التي بحوزتنا أن يصل إلى 5 آلاف أوأكثر للتذكرة الواحدة• ال1500 تذكرة نفذت رغم أن مدير الشبيبة والرياضة لولاية البليدة بلقاسم ملاح الذي خص ''الفجر'' بحوار في عدد أمس أكد على ضرورة مراقبة السوق، إلا أن ما لاحظناه على أرض الواقع مخالف تماما لتصريحاته، ونملك الأدلة القاطعة على ما نقوله• حيث سهل عمال مركب تشاكر المكلفون ببيع التذاكر مهمة ''اختصاصيي'' السوق السوداء بمنحهم حصة الأسد من التذاكر مقابل مبالغ إضافية عرضوها عليهم تسمى اصطلاحا ب''التشيبة'' ليس إلا• تواجدنا بعين المكان جعلنا نقتنع بأن الرقابة القانونية على ''بارونات'' السوق السوداء الذين يملكون أساليب مغرية للإقناع منعدمة• 400 تذكرة فقط بيعت في الأكشاك والباقي ''طاف على من طاف'' لعل ما يؤكد صحة الحقائق المؤسفة التي نحرص على سردها بحذافيرها لقرائنا الكرام هو أن 400 تذكرة فقط من أصل 1500 التي منحتها مديرية الشبيبة والرياضة لإدارة المركب لبيعها للأنصار بيعت مباشرة• أما ال1100 المتبقية فوقعت في أيدي البارونات الذين تحصلوا عليها بطرق ملتوية وسيتحكمون حتما في السوق لبيعها بالأسعار التي تعجبهم والخاسر الأكبر سيكون أنصار الخضر الذين لن يتسنى لهم جميعا مناصرة الفريق الوطني من المدرجات بسبب محدودية الأماكن وغلاء التذاكر الذي يرتقب أن يبلغ ذروته• القانون على الأنصار فقط ؟ الغريب في الأمر أن إدارة المركب بالتنسيق مع مديرية الشبيبة والرياضة سنت قانونا تلزم بمقتضاه الاشخاص المكلفين ببيع التذاكر من الأكشاك بعدم بيع أكثر من 5 تذاكر للشخص الواحد، وهو الأمر الذي طبق حقا، فالمناصر الذي يأتي مثلا من عنابة لاقتناء التذاكر لأصحابه لا يجوز له سوى الحصول على خمس تذاكر على أقصى تقدير، في حين يحصل بارونات السوق السوداء على أعداد هائلة من التذاكر• فما هو المغزى من تطبيق هذا القانون إذا لم يطبق على الجميع، وهل هو قانون لتسهيل مهمة النشطين في السوق السوداء ببيع التذاكر التي تحصلوا عليها بالمبالغ التي يريدون؟ سؤال لم نجد الإجابة الشافية والكافية له أمام حيرة أنصار الخضر الذين بدأت تتضاءل إمكانية متابعتهم للمباراة من المدرجات في ظل المعطيات التي بين ايدينا• شهادات حية من مكان الحدث تنقلنا أول أمس إلى مركب تشاكر لمتابعة سير عملية بيع التذاكر، فوجدنا أن إدارة المركب أجلت الشروع في هذه العملية بالنظر إلى إنعدام الأمن وأجلته إلى اليوم الموالي أي أمس ولكننا تفاجأنا بالمقابل من حصول أحد الأشخاص على ما لايقل عن 200 تذكرة• فاقتربنا منه دون أن يعلم بأننا من رجال الاعلام وسألناه عن الطريقة التي حصل بها على هذا الكم الهائل من التذاكر فلم يتردد في القول أنه منح مبلغا لأحد الأعوان المكلفين ببيع التذاكر الذي سهل مهمته في الحصول عليها وبعدها سألناه هل هو مستعد لبيعها من الآن فأكد لنا أنه اشتراها لهذا الغرض ولما سألناه عن ثمن التكرة الواحدة ''تظاهرنا اننا نريد اقتناء تذكرة'' فقال لنا أنه سيبيعها اليوم ب 1500دينار والمبلغ مرشح للصعود خلال الأيام القليلة المقبلة حسب الطلب الكثيف على إقتناء التذكرة ولم يتردد نفس المصدر في التأكيد أنه سيصل إلى مايفوق 5000 دينار ولهذا طلب منا الإسراع في إقتناء التذكرة من الآن• وبالرغم من أن هذه الحقائق يندى لها الجبين إلا أننا مجبرون على تنوير قرائنا الكرام لعل يجد صوتنا آذانا صاغية قادرة على التدخل في أقرب وقت ممكن لإيقاف المهزلة• المناصر ''م• ع'': ''جئت من الشلف لاقتناء تذكرة وأجبرت على شرائها ب1500دينار'' هذه إدى الشهادات الحية لمناصر جاء من الشلف لاقتناء تذكرة• قال ''أردت أن أحصل على التذكرة حتى يتسنى لي متابعة المباراة من المدرجات، ولكن لم أتمكن من ذلك واضطررت لاقتنائها من أحد الأشخاص الذين يعيدون البيع• المهم أني تحصلت عليها ولا يهمني الثمن• صحيح أني دفعت 500 دينار زيادة عن المبلغ الأصلي للتذكرة لكني عموما أعتبر نفسي محظوظا لأني متأكد بأن سعر التذكرة الواحدة قد يصل إلى مبالغ خيالية• عموما تمنيت لو تسنى لي الحصول عليها من أكشاك المركب لكان أحسن• ولكن كما تشاهدون قد تصاب بأذى ولا تحصل على تذكرة، وبما أني قطعت 200 كلم من الشلف إلى البليدة فلا يمكن مطلقا أن أعود إلى الديار فارغ الأيدي''• تجدر الإشارة أن هذا المناصر مجرد عينة فقط وهناك الآلاف لقوا نفس مصيره والمقام لايسع لمنحهم الفرصة جميعا• نحن بصدد كتابة هذا المقال نجد نفسنا محرجين في ذكر بعض الحقائق المرة التي يحتم علينا ضميرنا المهني ذكرها، فزيادة على التذاكر التي حدث ماحدث فيها أفادت مصادرنا أن أصحاب الأيدي الطويلة لا يهمهم الأمر• فبمكالمة هاتفية بإمكانهم الحصول على دعوة أو دعوات لحضور المباراة، في حين المناصر البسيط يعاني ويصارع من أجل الحصول على التذكرة التي تمكنه من مشاهدة رفقاء زياني عن قرب• حيث علمنا أن هناك مايزيد عن 1000دعوة ولا ندري لمن ستؤول في النهاية•