حركة غير عادية تشهدها المناطق القريبة من مركب محمد بوضياف بالعاصمة، حيث انتعشت تجارة بيع التذاكر الخاصة بمباراة المنتخب الوطني مع نظيره الصربي المزمع إجراؤها يوم 3 مارس المقبل. وسيطرت السوق السوداء على زمام الأمور، باعتبار أنه وبغض النظر عن التذاكر التي بيعت في الأكشاك والتي نفذت فور عرضها للبيع، فتح المجال أمام من يحبذون الاصطياد في المياه العكرة لتنفيذ مأربهم من خلال المتاجرة في التذاكر وتحقيق أرباح مضاعفة. وخير دليل على ذلك، أن سعر التذكرة التي تباع في الشبابيك ب 300 دينار أصبح ب 2500 دج في السوق السوداء والبيع ب "التشناف"، مادام العرض قليلا والطلب كبيرا. ومما لا شك فيه، أن الأسعار ستلتهب أكثر خلال الأيام المقبلة مادام المسؤولين على عملية بيع التذاكر أكدوا أنها نفذت تماما من الأكشاك. تذاكر صربيا أنست الناس في المولود النبوي الشريف وبما أن موعد المباراة الودية التي سيخوضها أشبال سعدان، تزامنا احتفالات المولد النبوي الشريف الذي اعتاد فيه الشعب الجزائري على اقتناء المفرقعات والألعاب النارية بشتى أنواعها، الملاحظ أن المعطيات تغيرت هذه المرة وتحوّل اهتمام الشباب للحصول على التذاكر أكثر من اقتناء الألعاب النارية، مما يوحي بجلاء ووضوح المكانة المرموقة التي أضحى عليها المنتخب الوطني في قلوب الأنصار. جدير بالذكر أن عناصر الأمن الوطني لم يتمكنوا من التحكم في الوضع على مستوى السوق الموازية بالرغم من المجهودات الجبارة التي بذلوها، حيث أصبحت عملية البيع على مستوى السوق السوداء أمام الملء. البطالون اغتنموا الفرصة للربح السريع وبما أن مثل هذه المناسبات لا تتكرر إلا نادرا، فإن الشبان البطالين استغلوا هذه الوضعية للاسترزاق، فمنهم من اضطر لاستلاف الأموال لشراء كمية من التذاكر والمتاجرة فيها، بما أن الربح مضمون، ومنهم من عمل مع أصدقائه نظير مبلغ مالي معين.. والملاحظ أنه وبالرغم من غلاء التذاكر في السوق السوداء، إلا أن الإقبال كبير والذي يتأخر قد لا يتسنى له متابعة المباراة من المدرجات. الشاري أكثر من البائع والحابل اختلط بالنابل مما لا شك فيه، أن عدد التذاكر المطروحة للبيع ومنها الموجودة في السوق السوداء، لا يكفي لعدد الأنصار الكبير الذين يرغبون في مشاهدة المباراة، مما جعل من ساعفهم الحظ في إقتناء كمية من التذاكر يتصرفون فيها مثلما يشاءون، مما يعني أن المناصر الذي لا يملك دخلا كبيرا ليس بإمكانه في أي حال من الأحوال اقتناء تذكرة. ومن المفارقات التي وقفنا عليها خلال خرجتنا الميدانية، أن هناك اتفاقا بين الباعة على توحيد السعر، اللهم إلا إذا تعلق الأمر بحالات خاصة. الأسعار حسب الكمية التي تشترى بالمقابل، اهتدينا إلى أن الطريقة المنتهجة في بيع التذاكر في السوق السوداء تحكمها بعض الضوابط؛ أهمها أن البائع بإمكانه تخفيض السعر، ولكن إذا كان المشتري ينوي شراء كمية كبيرة، حيث أكد لنا أحد الباعة أنه مستعد لبيعنا 10 تذاكر بمبلغ 1500 دج للتذكرة الواحدة. أما من يرغب في شراء تذكرة واحدة، فما عليه إلا الدفع بالثمن المطلوب، لأنه لا مجال مطلقا للتفاوض، في ظل الإقبال الكبير من طرف الأنصار وحرصهم على الحصول على تذكرة تسمح لهم بمشاهدة رفقاء القائد منصوري ومساندتهم من على المدرجات. تخوف كبير من التذاكر المنسوخة أول ما يسأل عليه المناصر الذي يقدم على شراء تذكرة من السوق السوداء، هو إذا كانت أصلية أو منسوخة، والأكيد أن الرد من طرف البائع يكون دائما بالإيجاب لضمان بيع أكبر قدر. ولكن من خلال خرجتنا الميدانية، وقفنا على بعض الحقائق، هو أنه هناك تذاكر مغشوشة تم نسخها وتباع بأقل ثمن، 1000 دينار للتذكرة، ويصعب على العين المجردة التفرقة بين التذاكر المغشوشة والأصلية، والأكيد أن لجنة التنظيم ستواجه مشاكل بهذا الخصوص. قوات الأمن ألقت القبض على البعض والعملية لم تتوقف ألقت قوات الأمن على عدد من عمال ملعب 5 جويلية المتورطين في "البزنسة" في عملية بيع تذاكر مباراة الجزائر صربيا، والتي نفدت من السوق في ظرف وجيز. وتمكنت قوات الأمن بالتعاون مع مصالحها المختصة، في إدارة مركب محمد بوضياف، من إلقاء القبض على أعوان متورطين في تهريب عدد من التذاكر وطرحها في السوق السوداء. وحسب المعلومات التي تحصلنا عليها، فإن عددا من العمال الذين أشرفوا على عملية بيع التذاكر، خانوا الأمانة وقاموا بتهريب المئات من التذاكر وطرحها في السوق السوداء، قبل أن يلقى عليهم القبض، ليتم استرجاع ما يمكن استرجاعه. التذاكر تم استرجاعها وبيعت من جديد في الأكشاك وأشارت مصادرنا، إلى أنه تم إلقاء القبض على 3 متهمين وتقديمهم لوكيل الجمهورية للنظر في موضوعه، حيث يتهددهم السجن وسيخضع المتهمون إلى المحاكمة بعد أن وقعوا في قبضة مسؤولي مركب محمد بوضياف، بعد أن وصلت مسامعهم أخبار تشير إلى تواجد شبان بحوزتهم دفاتر كاملة من التذاكر تم تسريبها من شبابيك البيع وأعيد طرح التذاكر التي تم استرجاعها والمقدرة بالمئات. وحسب مصادرنا الموثوق بها جدا من مركب محمد بوضياف، فإن التذاكر التي تم استرجاعها سيتم بيعها في أكشاك ملعب 5 جويلية في الأيام المقبلة بحضور أعوان الأمن. ولم يكشف مصدرنا عدد التذاكر التي تم استرجاعها، مشيرا إلى أن عملية التنقيب على التذاكر متواصل بالأحياء المجاورة لملعب 5 جويلية والتي عرفت انتعاش السوق السوداء. تذاكر بأسعار رهيبة تفوق تذاكر المونديال الأمر الأكثر غرابة، هو أن التذاكر التي تم الحصول عليها بلغت في السوق السوداء ما يقارب المليون سنتيم، في وقت سعت فيه قوات الشرطة إلى تطويق كافة المنافذ المحيطة بملعب 5 جويلية يومي الأربعاء والخميس، وذلك لإلقاء القبض على المزيد من الذين ساهموا في تسريب التذاكر. وبلغ سعر التذكرة الواحدة حوالي 7000 دينار جزائري، قبل ثلاثة أيام من المباراة، بينما ارتفع سعرها خارج العاصمة إلى حدود المليون سنتيم، وهو سعر لم يبلغ هذه القيمة القياسية في تاريخ مباريات "الخضر"، خاصة أمام المنتخب المصري في المباراة الشهيرة في 7 جوان الماضي. وما أكد بأن هناك بزنسة في التذاكر، هو السرعة القياسية التي نفدت فيها التذاكر، إذ أنه من غير المعقول أن يتم طرح وبيع 55 ألف تذكرة في ظرف ست ساعات فقط، وعبر 14 منفذا للبيع، بل إن استعمال التكنولوجيا الحديثة والآلات في طرح هذه التذاكر لا يمكن أن يساهم في بيع نصف العدد، وهو ما يؤكد أنه قد تم تهريب عدد من التذاكر من طرف العمال. تذاكر بسعر 300 دينار وصلت إلى مليون سنتيم يتواصل سعر تذاكر اللقاء الودي، الذي سيخوضه منتخبنا الوطني مع نظيره الصربي المنتظر إقامته هذا الأربعاء بملعب 5 جويلية، في الارتفاع بالسوق السوداء وقد يصل سعرها إلى 5000 دج، فيما باعها أحد الشباب ب 100 أورو لإحدى العائلات الجزائرية المقيمة بالهجر، حيث اقتناها بهذا المبلغ دون أن يسأل عن القيمة الحقيقية لهذه التذاكر، المهم بالنسبة إليه هو أن يكون حاضرا بملعب 5 جويلية يوم المباراة لمشاهدة عن كثب زملاء زياني.كما اشتكى عدد كبير من محبي المنتخب الوطني من الطريقة التي بيعت بها تذكر لقاء الأربعاء المقبل، بعد أن وجد الآلاف من الجماهير أنفسهم دون تذكرة بالقرب من ملعب 5 جويلية، وقد وقفنا على معاناة الكثير من الجماهير، خاصة القادمين من المناطق البعيدة قصد الحصول على تذكرة واحدة، لكن أمل هؤلاء لم يخب فقط، بل تحوّل عند الكثيرين إلى كابوس مرعب بعد الذي عاشوه يوم الخميس من مشادات وكر وفر. بلموهوب: "صعب جدا أن نراقب أصحاب السوق السوداء" وفي رده على الاتهامات التي وجهها الآلاف من الجماهير الجزائرية بخصوص تسرب أعداد كبيرة من التذاكر بطرق غير قانونية إلى أصحاب "البزنسة"، قال مدير ملعب 5 جويلية، نور الدين بلموهوب، في تصريحات إذاعية، إن جميع التذاكر بيعت بطريقة قانونية، عبر جميع الشبابيك التي تم تحديدها ولا يمكن لعمال بيع هذه التذاكر التأكد من هوية جميع مقتني التذاكر، فيمكن لأي كان شراء أكثر من العدد المسموح به قانونيا إذا اصطحب معه أصدقاءه، ثم إعادة بيعها في السوق السوداء، مضيفا أن الكل مجند على مستوى المركب لمحاربة هذه الظاهرة. أسعار باهظة والأنصار يشتكون وصل سعر التذكرة الواحدة، أول أمس، عبر ولايات الوسط إلى 3000 دج للتذكرة الواحدة. فمثلا على مستوى بلدية مفتاح، هناك بعض الشباب يقوم ببيع التذكرة الواحدة ب 3000دج، وقد وصل سعرها إلى أكثر من هذا المبلغ في ظل العدد القليل من التذاكر التي تباع عبر هذه البلدية. نفس الشيء وجدناه عبر باقي بلديات الولاية، على غرار ولايات المدية، البويرة وتيزي وزو.. لكن إذا كان سعر التذكرة عبر ولايات الوسط في ارتفاع مذهل، فإن باقي الولايات الأخرى خاصة الداخلية فسعر التذكرة حطم كل الأرقام القياسية، حيث بيعت التذكرة الواحدة بولاية سطيف وعين تيموشنت والجلفة، بحوالي نصف مليون سنتيم، والرقم مرشح للارتفاع، فلا نستغرب إذا وصل سعر التذكرة الواحدة إلى مليون سنتيم.