صور مواكب وهتافات ومنبهات السيارات•• هي أجواء وأخرى كانت من أولى صور مؤازرة المنتخب الوطني بغالبية الشوارع العاصمية التي انطلقت دون سابق إنذار ليلة السبت الماضي، فاتحة بذلك موعد المقابلة بين الخضر ومنتخب الفراعنة باكرا• ولم يول الجزائريون اهتماما كبيرا بمقابلات المنتخب الوطني حسب العديد من المتتبعين لشؤون كرة القدم الجزائرية مثلما حدث هذه المرة؛ حيث كانت الجماهير الوطنية، سواء التي حضرت بملعب مصطفى تشاكر أو آزرت رفقاء القائد يزيد منصوري في الميدان، بمثابة اللاعب رقم 12 الذي منح قوة بسيكولوجية للاعبين وأربك الفراعنة بروح رياضية عالية، كما عادت ذاكرة الجزائريين، أمس، قبل المقابلة بساعات قليلة، الى أجواء ملحمة خيخون 1982 بصور وأجواء مماثلة، حسب تعبير العديد من المواطنين، لاسيما الذين مازالت الصور عالقة بأذهانهم، وكان ذلك جليا من خلال الحركة التجارية غير العادية بالشوارع العاصمية الكبرى التي توقفت باكرا كديدوش مراد والعربي بن مهيدي وغيرهما، التي شرعت واجهتها في التوقف عن النشاط قبيل العصر، ليس لسبب إلا للالتحاق بموعد المباراة في وقته المحدد• وعلى غير العادة كانت الموسيقى الصاخبة المنبعثة من مذياع المركبات والسيارات مرتبطة أساسا بأغان تشجيعية لأبناء المنتخب الوطني، وهو ما ساهم في رواج هذه الأقراص والأشرطة، وقد أنست هذه الأجواء الرأي العام الوطني الحديث عن امتحانات شهادة البكالوريا التي تزامن انطلاقها وتاريخ مباراة الجزائر-مصر، حيث عوضتها التحاليل العفوية الشعبية للمباراة والتكهنات بالنتيجة والمخاطرة بين الرفقاء، بل حتى وسط أفراد العائلة الواحدة• الراية الوطنية بألف دينار ونفاد أقمصة المنتخبات الوطنية وقد كانت المناسبة فرصة للعديد من الشباب البطال للاسترزاق على جوانب الطرقات والشوارع، وكان ذلك واضحا جليا بشارع باب عزون وساحة الشهداء وجامع اليهود وباب الوادي وغيرها؛ حيث غصت مساحات هذه الشوارع بطاولات بيع الرايات الوطنية وأقمصة المنتخبات الوطنية بالاضافة الى شعلة ''الفيميجان'' وباقي الألعاب النارية• وقد وصلت الراية الوطنية، مساء أول أمس، حسب ما استقصته ''الفجر'' من شوارع لاليير في حدود الساعة الثانية زوالا، إلى سعر 1000 دينار وهو السعر الذي لم يمنع الجماهير من اقتنائها، والصور كانت أحسن دليل على ذلك• كما لجأ عدد من الشباب الذين لم يتمكنوا من الحصول على راية وطنية الى مقرات المؤسسات والهيئات الرسمية أملا في جلب واحدة وهو ما وقفت عليه ''الفجر '' أمام موقف نواب المجلس الشعبي الوطني، حيث تسلقت مجموعة من الشباب القضبان لنزع الراية الوطنية، والأكثر من ذلك، صنعت المباراة رمزية الراية الوطنية بكل عفوية، ما لم تستطع صنعه مبادرة علم في كل بيت الأخيرة• وفي نفس السياق، عرفت أقمصة المنتخبات الوطنية نفادا هي الأخرى من الأسواق والمحلات رغم سعرها الذي يتراوح مابين 1200 و2500 دج، حسب تعبير أحد بائعي هذه الألبسة بشارع طنجة، ما جعل الجماهير يلجؤون إلى أقمصة كرة السلة وباقي الرياضات للنخبة الوطنية• لا شيء يتحرك بالعاصمة أثناء المباراة ولأهمية الموعد، تابع كل العاصميين المقابلة وهو ليس بالأمر الغريب لما يتعلق الأمر بالمقابلات التي تجمع الخضر بالفراعنة من جهة ولما يكون الأمر مرتبطا بالروح الوطنية، حيث دخلت العاصمة، أول أمس الأحد، في شبه سبات وجو شبيه بالجنائزي، واتضح ذلك جليا في حدود الساعة السابعة أين بدأت الحركة في التناقص إلى غاية انطلاق المباراة في حدود الثامنة ونصف، وكان الجمهور التلفزيوني هو الآخر ينفعل مع فنيات رفقاء كريم مطمور بهتافات عالية وزغاريد النسوة•••الخ• حكم المباراة يعطي إشارة انطلاق أفراح العاصمة على مدار يومين لم ينتظر العاصميون كثيرا موعد إعلان نهاية المباراة من طرف الحكم جنوب الإفريقي بفوز كبير للخضر بنتيجة 3 /1 ، ليشرعوا في إحياء مراسيم الاحتفال التي كانت شبيهة بأجواء إعلان الاستقلال عشية 05 جويلية 1962 بالألعاب النارية ومواكب السيارات التي أحدثت عرقلة في حركة المرور استمرت إلى الساعات الأولى من نهار أمس• والملفت للانتباه بهذه المناسبة أن الأمر لم يكن يعني الرجال وحدهم، بل انضم إليهم الجنس اللطيف؛ حيث شاركت الكثير منهن الرجال العرس الجزائري الذي أنسى الجزائريين آلامهم وأحزانهم التي صنعتها العشرية الحمراء ومازالت تصنعه يوميا حوادث الطرقات وظواهر اجتماعية أخرى• كما استمر الحفل لساعات طيلة نهار أمس الاثنين ودون شك سيكون الاحتفال على مدار الأسبوع من خلال الحفلات المبرمجة بعدد من أماكن العاصمة•