من يحضر أعراس ولاية الطارف يلاحظ أن معظم المدعوات يرتدين ملابس تتنوع ما بين القفطان المغربي والجبة السورية أو العباءة الخليجية، أما الملابس التقليدية الجزائرية التي تزخر بها الجزائر والتي تتنوع بتنوع عادات وتقاليد كل منطقة من مناطق الوطن، أصبحت شبه غائبة ويقتصر ارتداؤها على العروس فقط• حيث أصبحت أعراسنا بهذه المنطقة تشبه عرض أزياء لدول عربية تتفنن النسوة بارتداء تشكيلة مختلفة من الملابس العربية خاصة ''الساريان'' والقفطان المغربي العصري، الذي لم يعد ارتداؤه مقتصرا على السيدات بل حتى الفتيات العازبات لأن التصميمات الجديدة أضفت على هذا الزي لمسات عصرية تسهل على الفتاة الحركة فيه• وأصبح يصمم بسروال يتنوع قماشه مما جعله أكثر ديناميكية، في وقت حجزت فيه هذه الألبسة مكانا ضخما لها على واجهات المحلات على غرار ما تشهده محلات الذرعان والبسباس وبوثلجة• ولاحظنا أن الوافدات على تلك المحلات يبحثن عن ملابس محتشمة تتماشى مع الموضة، كاللباس المغربي الذي لقي رواجا كبيرا ويمتاز بالألوان المختلفة وتصاميم مغربية جد جميلة، منها الجلابة الطويلة التي ترتديها خاصة النساء المتزوجات، والجلابة المغربية ذات القطعتين أي سروال وجلابة قصيرة ذات أكمام طويلة وعريضة تلقى إقبالا من الفتيات العازبات• ورغم ارتفاع أسعار العباءة الخليجية إلا أن الإقبال عليها كبير، ويتراوح سعرها من 2000 دج إلى 6000 دينار حسب نوعية القماش والتصميم الذي تحمله• كما حظيت الجلابة والمنصورية المغربية حسب أحد أصحاب محل الألبسة التقليدية بنصيبها هذه السنة، كما أكدت لنا السيدة ''سعيدة'' التي تفضِّل اللباس المغربي في المناسبات العائلية والأعراس لتصاميمها الرائعة والتنسيق بين الألوان• أما الجبة السورية فهي تفضِّل ارتداءها في قاعة الحفلات باعتبارها لباسا محتشما يتناسب مع وقع المناسبة، بالإضافة إلى أنها صممت بجميع المقاييس وليست مقتصرة على الرشيقات من النسوة عكس فساتين السهرة• وعبرت العديد من الزبونات عن استيائهن بسبب ارتفاع أسعار الجبة السورية الذي يتراوح ما بين 6000 إلى 20 ألف دينار حسب نوعية القماش والتصاميم، أما التي تقل أسعارها عن 6000 دينار فهي دون شك من صنع محلي ولا ترقى للحضور بها في عرس بل يقتصر استخدامها في مناسبات عائلية أخرى• وعن الملابس التقليدية الجزائرية أكدت أن معظم نساء الشرق الجزائري، سيما الطارفيات، أصبحن يتفادين ارتداءها في الأعراس بسبب غلائها الفاحش، بالإضافة إلى أنها لا تتناسب مع كل الفئات فلا تستطيع الفتاة العزباء مثلا ارتداءها• أصحاب المحلات أجمعوا على أن سر إقبال النسوة على هذه الألبسة في المناسبات العائلية والأفراح إلى كونها ألبسة محتشمة ورائعة من حيث التصميم والقماش والألوان، كما أنها مسايرة للموضة، بالإضافة إلى أن الجنس الناعم يسرن على خطى ممثلات الخليج اللواتي يعرفن بارتداء الساريان والعباءة واستعمال الماكياج الصاخب، وقد ساعد على رواجها أن هناك نسبة مشاهدة عالية للدراما الخليجية و هذا ما يفسر ارتداء الشابات للعباءة الخليجية في الحياة اليومية•