سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ساركوزي يعلن رفع السرية عن الملفات المتعلقة برهبان تيبحيرين ويطالب بالحقيقة مسؤول سابق في مكافحة الإرهاب قال إن باريس دفنت الملف إراديا وتساءل عن إعادة إحيائه
أعلن الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، أنه سيرفع طابع ''السرية'' عن كل الملفات التي تطلبها العدالة في تحقيقاتها في مقتل رهبان تيبحيرين بالمدية• وأضاف ساركوزي أمس في تصريح عقب لقائه بالرئيس البرازيلي في قصر الإليزيه، وفي ثاني تصريح له منذ ''تفجير'' الصحافة الفرنسية أول أمس حملة إعلامية لشهادة الجنرال الفرنسي المتقاعد، أنه ''مصمم على أن يسلط الضوء على القضية''، مؤكدا ''أنه يريد الحقيقة''• وتأتي تصريحات الرئيس الفرنسي الجديدة، التي تعبر عن موقف دولة، لتغذي كل ما ذهبت إليه الصحافة الفرنسية أول أمس، من ''اتهامات تحمّل الجيش الجزائري مسؤولية مقتل الرهبان السبعة ''خطأ'' في عملية عسكرية ضد الجماعات الإرهابية في ربيع ,''1996 وذلك رغم أن ما ظل مؤكدا وغالبا لمدة 13 عاما، وما يزال، يفيد بأن اختطاف الرهبان ومقتلهم كان على يد الجماعة الإسلامية المسلحة بقيادة جمال زيتوني، والتي طالبت آنذاك بإطلاق سراح مؤسس الجماعة عبد الحق لعيايدة• شهادة الجنرال الفرنسي المتقاعد، فرانسوا بوشوالتر، الذي كان يشغل منصب ملحق عسكري في سفارة فرنسا بالجزائر، والتي أدلى بها أمام قاضي التحقيق في مكافحة الإرهاب، مارك تريديفيك، رغم احتفاظه بها لأكثر من عشرية، أثارت صخبا إعلاميا و سياسيا غير مفهوم، بالنظر إلى أن ''الشاهد'' أدلى بها في 25 جوان المنصرم، ولم تنقلها وسائل الإعلام الفرنسية إلا أول أمس فقط• وعلق وزير الخارجية الفرنسي الأسبق، هرفي دوشارات، الذي كان يشغل المنصب في التسعينات، أمس لقناة ''أل سي إي''، بأن شهادة الجنرال الفرنسي ''أقل إقناعا مما حدث''، وأنه ''لم يسمع عن هذا الاحتمال آنذاك''• وأكد نفس المصدر أنه سيقول نفس الشيء حين يستدعى للشهادة من قبل قاضي التحقيق، مشيرا إلى قبوله الامتثال أمام قاضي التحقيق• وقال هرفي دوشارات أنه سمع الكثير حول قضية مقتل رهبان تيبحيرين، مضيفا ''أنه متمسك بما يعرف وبما شاهد، وأن الباقي سيبقى للأسف سرا من التاريخ''• وأكد الوزير الأسبق أنه ''متمسك بالاحتمال المربوط بوقائع والمتعلق بأن ''الجيا'' تبنت عملية اختطاف الرهبان السبعة وطالبت بالمقابل بالإفراج عن عدد من المحبوسين الجزائريين بمبادرة فرنسية، وهو ما لم يتم، وقد نفذت الجماعة الإسلامية تهديدها وقتلت الرهبان''، وأضاف ''هذا هو ما حدث والباقي مجرد تعليقات''• من جهته، اعتبر آلان مارسو، رئيس المصلحة المركزية لمكافحة الإرهاب في زمن الحادثة، وقاضي مكافحة الإرهاب، أن السلطات الفرنسية ''دفنت إراديا ملف مقتل رهبان تيبحيرين''، وأنه ''يظن أن جل السلطات العليا الفرنسية كانت على علم آنذاك بكل شيء''، مضيفا ''••• وأنها لم تكن مغفلة''• وأوضح المصدر في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية ''إن السلطات لم يكن لديها الإرادة في التحقيق رغم المعلومات المتوفرة من طرف مصلحة الاستخبارات الفرنسية في الجزائر''، ما دفعه إلى الحديث عن إرادة في دفن الملف، وهو الأمر الذي يطرح سؤالا عن سر إعادته إلى الواجهة في هذا الوقت بالذات وبعد مرور 13 سنة، ومحاكمة العدالة الجزائرية للإرهابيين المتورطين في مقتل الرهبان• وأشار المصدر إلى أن المعلومات المتوفرة آنذاك لم تشر أبدا إلى عملية بالمروحيات قام بها الجيش الجزائري•