أعلنت وزيرة العدل الفرنسية، ميشال أليو ماري، عن توجيه إنابة قضائية للجزائر تتمثل في قاضي التحقيق ''مارك تريفيديك ''، وذلك بهدف طلب المساعدة من الجزائر في التحقيق في قضية مقتل الرهبان السبعة بتيبحرين العام ,1996 وذلك في خطوة متسارعة أعقبت تصريحات مسؤولين فرنسيين، على رأسهم الرئيس نيكولا ساركوزي الذي قال إنه سيرفع سرية الدفاع عن الملفات المتعلقة بالقضية، منذ إعادتها ''المتعمدة '' إلى الواجهة من طرف وسائل الإعلام الفرنسية• وجاءت تصريحات ميشال أليو ماري بالبرلمان أول أمس وفيها تأكيد على مضي السلطات الفرنسية في الاتجاه الذي تريده بإقحام ''الجزائر'' من خلال المؤسسة العسكرية في قضية مقتل رهبان تيبحيرين، رغم أن نفس السلطات كانت مقتنعة قبل سنوات بالمعلومة الرسمية المبنية على أحداث واقعية، وتؤكد مقتلهم على يد الجماعة الإسلامية المسلحة، حسب ما أكده وزير الخارجية الفرنسي الأسبق نفسه، هرفي دوشارت، في تصريح صحفي نهاية الأسبوع• بالمقابل أرادت الوزيرة الفرنسية إبعاد نية الاستفزاز والتحدي من خلال إخراج شهادة الملحق العسكري السابق بسفارة فرنسابالجزائر، الجنرال فرانسوا بوشوالتر، المتعلقة بتورط الجيش الجزائري في مقتل الرهبان إلى العلن، من خلال كبريات الصحف الفرنسية، وما تبعها مباشرة من صخب إعلامي وسياسي برمجه مسؤولون فرنسيون أولهم الرئيس نيكولا ساركوزي، والذي لم يترك أية مناسبة إلا وأدلى فيها بتصريح يتعلق بقضية الرهبان والأطروحة الفرنسية، كان آخرها التصريح الإعلامي الذي أدلى به أول أمس على هامش قمة مجموعة الثماني الكبار المنعقدة بإيطاليا، رغم أنه كان مكتفيا في أول خرجة إعلامية له حول القضية بالقول إنه ''لا تعليق•• واتركوا العدالة تعمل عملها''، قبل أن يضاعف جرعة تصريحاته المتتالية• وقالت وزيرة العدل ميشال أليو ماري، أول أمس بالبرلمان، نقلا عن صحيفة ''لو جورنال دو ديمانش''، وفي محاولة منها لإبعاد نية استفزاز الجزائر وإظهار براءة السلطات الفرنسية من الحملة التي تقاد ضد الجزائر، بالقول إن ''المسألة ليست تحديا أو استفزازا لبلد صديق، ولكنه واجب الشفافية والحقيقة تجاه الضحايا وعائلاتهم وكل الشعب الفرنسي''• وكأن فرنسا لا تريد شيئا من كل هذه الضجة الإعلامية والسياسية إلا إنصاف أهالي الضحايا، رغم أنها ''دفنت الملف إراديا قبل سنوات طويلة''، حسبما صرح به رئيس المصلحة المركزية لمكافحة الإرهاب خلال التسعينات، ألان مارسو، الذي تساءل عن سر إعادة إحيائه•