يعتبر الصيف بالنسبة لأغلب سكان ولاية الطارف، لاسيما البلديات الساحلية فصل الراحة والإستجمام والهروب من حرارة الجو نحو الشواطئ• في الوقت الذي لا ينطبق فيه هذا على كل العائلات خاصة التلاميذ المتمدرسين، فهناك من أرغمتهم الظروف القاسية التي يعيشونها على العمل في هذا الفصل لسد رمق عيشهم والمساهمة في الرفع من الوضعية الاقتصادية المزرية التي يعيشونها ولو بنسبة بسيطة• هذه هي حالة البعض من عائلات المجتمع الطارفي والتي تنتظر حلول فصل الصيف بشغف للاستثمار والعمل، وهذا ببيع بعض المأكولات الخفيفة والمثلجات للمصطافين خاصة أن شواطئ ولاية الطارف، منها المرجان وقمة روزة والمسيدا والشط، تعرف توافدا كبيرا للمصطافين، ما شكل سوقا ومصدرا للاسترزاق لهذه العائلات• ويتولى عملية البيع أطفالا ذكورا وإناثا لا تتعدى أعمارهم 10 سنوات، فحسب استطلاع قامت به ''الفجر'' أن معظمهم ينحدرون من عائلات فقيرة لم تستطع توفير كل المتطلبات، يباشرون عملهم الساعة السادسة صباحا إلى غاية ساعات متأخرة من الليل يجوبون خلالها الكيلومترات بين الذهاب والإياب لعرض خدماتهم• فهؤلاء الأطفال على حد تعبيرهم لا يعرفون العطلة، إذ تعني عندهم العمل و التعب لا غير• وفي ذات السياق، هناك من اتخذ من هذه المهنة استثمارا ذو مستوى راق يوظفون أشخاصا للبيع انطلاقا من توفير مكان للطهي أو مخزن للمثلجات بذات الشاطئ، مقابل نسبة معينة من مدخول البيع• وفي اقترابنا من بعض العائلات المتواجدة بشاطىء ''المرجان'' وسؤالنا عن استهلاكهم لهذه الأنواع من المأكولات والمثلجات أكد الكل أنه يشتهي تناولها، مفسرين ذلك بثمنها الزهيد من جهة، وغلاء المأكولات بالمطاعم المحاذية للشواطئ من جهة أخرى، فهي في متناول الجميع حسب تصريحاتهم• ويعود الإقبال الكبير كذلك على هذه المأكولات للمذاق اللذيذ الذي تتميز به، خاصة أنه ليس لكل العائلات مهارة لطهي الأنواع التي تشتهر بها المنطقة، كما أن الجوع الشديد الذي يزاول المصطافين مع نقص المرافق الضرورية أو بعدها على الشاطئ يحتم عليهم اقتناء هذه الأكلة المتوفرة على طبق من طرف هؤلاء الأطفال الصغار المتنقلين طوال النهار• وفي سؤالنا عن احتياطاتهم من التسمم، فالكل يعتبر أن أسباب التسمم متواجدة ببعض المطاعم أكثر مما هي عليه في هذه الأنواع الموجودة بالشاطئ، إضافة إلى تمييزهم بين السلعة القديمة والجديدة، النظيفة وغير النظيفة، وهي معايير كافية عند أخذها للوقاية من التسمم حسب تعبيرهم• فهؤلاء الأطفال الصغار يقدمون خدمة جليلة للمصطافين والسياح ويسهرون على إرضائهم على حساب قضاء عطلتهم ومن أجل مساعدة عائلاتهم الفقيرة•